اعرف عدوك واختر معركتك

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 8-4-2013 م

من أسوأ ما نفعله اليوم، أننا نتعامل فى السياسة بمنطق الحب والكره، بينما السياسة تحتاج إلى تعامل عقلانى، والعاطفة فى السياسة لها هامش محدود جدا. عدونا ليس أبوالفتوح، ولا حمدين، ولا البرادعى، ولا الإخوان، ولا حماس، عدونا هو التخلف الذى يسيطر على الدولة المصرية، وانهيار القيم الذى دمر الإنسان المصرى، وكل هؤلاء الذين نكرههم أو نحبهم، مجرد أصحاب رؤى ومحاولات للتغلب على هذه المعضلة التى تسبب فيها نظام استمر عشرات السنين يرسخ هذا التخلف، فأفسد الدولة، ثم أفسد ما هو أهم من الدولة، لقد أفسد الناس، وجميع من ذكرناهم من الأفراد والجماعات يصيب ويخطئ!


بإمكانك أخى الناشط السياسى أن تستمر فى مسيرتك، تكره فلانا أو علانا، وتخوض المعركة الخطأ، ضد عدو وهمى. بإمكان المنتمين للتيار المدنى أن يسيروا خلف أسطورة محو الإخوان من الوجود، وأن تصبح مصر «بلا إخوان»، كما يكتب بعض السذج. وبإمكان المنتمين إلى تيار الإسلام السياسى، أن يظنوا أنهم وحدهم من يمثل الناس، وأن يستكملوا أوهامهم الخائبة فى فتح مصر من جديد، لكى يروا شرع الله مطبقا، ولكى يختفى الكفرة والفجرة من مصر كلاهما – الإسلامى والمدنى – أنموذج للجندى المخلص فى المعركة الخاطئة، وكلاهما يسير خلف معارك اندلعت منذ عشرات السنين، وهذه المعارك التى يريد البعض أن يكرس لها حياته، لن ينتصر فيها أحد، وستكون نتيجتها هزيمة الجميع، لأنك حين تسعى إلى هدف لا يمكن تحقيقه، وتكرس له عمرك، ثم تكتشف هذا الوهم بعد عشرات السنين ستكون قد هزمت، إذ لم يتبق لك من الوقت والجهد ما يمكنك به أن تبدأ معركة جديدة.. نصيحتى لنفسى ولكل جيل الشباب، اعرف عدوك، واختر معركتك، ولا تضع وقتك فى أحقاد الماضى، ولا تنهك نفسك فى معارك الآخرين!

المقال السابق

عشر سنوات

المقال التالي

من خزعبلات مجلس الشورى!

منشورات ذات صلة
Total
0
Share