وَهْم الجريمة الكاملة

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 3-5-2012 م 


جريمة جديدة فى العباسية، ونصيحتى لكل شباب الثورة، ولكل المصريين الوطنيين الذين وقع تحت أيديهم أى دليل من أى نوع يوصل للجانى، نصيحتى: سجلوا ووثقوا ودونوا بالكتابة والصوت والصورة كل هذه الأدلة، لأن يوم الحساب قريب جدا، بل هو أقرب مما نتخيل! يظن بعض الحمقى أن هناك شيئا يسمى «الجريمة الكاملة»، وهذا جزء من وهم القوة، وهم الشيخوخة المفرطة، وهم «الزهايمر» الذى يمنع المريض من تذكر أحداث لو تذكرها لربما اعتبر، ولربما أنقذ نفسه من أن يقع فى نفس الفخ، ليشاهده الناس فى نفس القفص، أو فوق نفس المقصلة. 


البعض يستهين بمكر التاريخ، والبعض وصل بصلفه إلى حد التهاون بمكر الله، فيمكر مكرا سيئا، «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»، «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين». 


إن التدوين والتوثيق لجرائم 8 إبريل، وأول رمضان، وموقعة العباسية الأولى، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، وغيرها وغيرها.. التدوين والتوثيق لكل هذه الجرائم مهم جدا، لأن محاسبة الجانى ستتم، والمسألة مسألة وقت، ومن لا يصدق ذلك فهو -مع احترامى الشديد- على عينيه غشاوة، وفى سمعه وقر. 

إن من يظن أن هذا الشعب سيقبل أن يكون نعجة تذبح كما كانت فى عهد الرئيس المخلوع، شخص لم يقرأ التاريخ، ولم يعش الحاضر، لذلك لا يبصر المستقبل، وإنى لأقسم أن الثأر لكل شهداء الثورة المصرية قريب قريب، لأن لدينا جيلا كاملا يريد أن يثأر لهم، ولأن الجانى ليس أكثر من مجموعة من العجائز مرتعشى الأيدى، محدودى الذكاء، عديمى المواهب، هم فى مواقعهم لأن ولاءهم اشتراه أهل الباطل، ولا قضية يؤمنون بها، ولا إيمان يحركهم لخوض أى معركة، ولا قدرة لديهم على القتال، لأن القتال يحتاج إلى عزيمة وثقة وإيمان، وهؤلاء ليسوا أكثر من دمى تحركهم غرائزهم الدنيا بأمر من الجهات التى نعلمها جميعا. 

يا شباب مصر.. وثقوا الجرائم لكى لا تضيع الحقوق، وثقوا الجرائم لكى يسهل علينا حساب المجرم، والتاريخ يقول إن يوم الحساب لقريب..! عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

بالتليفون

المقال التالي

وخسرنا القضية

منشورات ذات صلة
Total
0
Share