سأبدأ رحلة أخرى

المقال منشور بموقع عربي 21 بتاريخ 25-1-2014 م

حَسَنًا … سَأَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى …! أُعِدُّ لَهَا الحَقَائِبَ 
لا مَسَاسَ بِرَغْبَتي بوِسَادَتي في البَيْتِ 
أوْ في قَهْوَتي بَعْدَ الظَّهِيرَةِ نِصْفَ دَافئَةٍ 
سَأَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى 
شَريطَةَ أَنْ يَكُونَ المَوْتُ مَشْغُولاً 
بتَوْسِيعِ الفَنَاءِ على حِسَابِ طَريقِ شَخْصٍ آَخَرٍ غَيْري …!

هذا مطلع قصيدة بعنوان \”رحلة أخرى\”…! هل تظن أنني قد كتبتها أمس لكي أواسيك في إحباطك اليوم يا أخي الثائر؟ الحقيقة أنها فلسفة حياة، ولم تكتب من أجل اللحظة التي تمر بها أنت الآن.
القصيدة كتبت قبل ثورة يناير، وقبل أن تتحرك حضرتك من كنبتك، لكي تكتشف أن عليك واجبا تجاه وطنك، وتجاه نفسك.


إذا لم تكن مستعدا لبدء رحلة نضال جديدة في أي لحظة، فاعلم أنك غير مهيئ للسير في هذا الدرب، وإذا كنت تظن أن بلدا مثل مصر سيتغير بسهولة مثل تغييرك لصورة بروفايلك على الفيس بوك فاعلم أنك مخطئ.


سَأَصْرُخُ في الوُجُودِ لكَيْ يَرَى
أنِّي على قَيْدِ الوُجُودِ
ولَنْ أُجيبَ على الذينَ سَيَسْأَلُونَ
عَلامَ تَصْرُخُ في الوُجُودِ ؟
أَلَسْتَ مَوْجُوداً ؟
لماذا بالصُّرَاخِ ؟
ألا تَخَافُ بَأَنْ تُخيفَ بِهِ الوُجُودَ ؟
فَقُلْتُ لا يَخْشَى الوُجُودُ مِنَ الصُّرَاخِ
وإِنَّمَا مِنْ صَمْتِنَا …!


الصمت في مثل هذه اللحظات جريمة، وأكبر من ذلك جريمة من يُنَظِّرون للفشل، ويُفَلْسِفُونَ الهزيمة، ويُثَبِّطون المتحمسين بلسان لزج يقطر تكبرا على الناس…!
أين كنتم يوم الرابع والعشرين من يناير 2011؟ ألم تكونوا مع الثوار؟ ما هي حججكم المنطقية للنزول في ذلك اليوم؟ أقسم بالله العظيم غير حانث أن حجج عدم النزول في ذلك الوقت كانت أقوى ألف مرة من حجج عدم النزول اليوم، ولكن عمى البصائر، واليأس من روح الله يحول الإنسان من ثائر إلى عدو لنفسه وللثورة دون أن يدري. تعس المثبطون، تعسوا وانتكسوا…!


حَسَنًا …
سَأَبْدَأُ رِحْلَةً لَمْ أَكْتَشِفْ مَعْ خُطْوَتي الأُولى 
نِهَايَةَ كُنْهِهَا
مَنْ ذَا يُطَالِبُنِي بِمَعْرِفَةِ النِّهَايَةِ في البدايَةِ 
غَيْرُ مَنْ يَخْشَى تَوَاطُؤَ نَفْسِهِ مَعْ أَمْسِهِ ؟
أَنَا لَسْتُ مُضْطَرًا لِتَصْديقِ الصَّدُوقِ إِذَا كَذَبْ !
أَنَا لَسْتُ مُضْطَرًا لإِقْصَاءِ البَعيدِ إِذَا اقْتَرَبْ …!
أَنَا لَسْتُ مُضْطَرًا ، وَلَسْتُ مُخَيَّرًا 
في كُلِّ مَا أَرْجُو ومَا أَخْشَى 
ولَسْتُ أُعِيدُ أَجْدَادِي بِفِعْلٍ قَدْ يَرَاهُ الغَابِرُونَ مَضَارِعًا
ويَرَاهُ أَحْيَاءُ البَصيرَةِ طَيْفَ فِعْلٍ مَيِّتٍ 
لَنْ أَمْنَحَ الأَيَّامَ فُرْصَةَ مَنْعِهَا يَوْمِي 
ولَنْ أُبْدِي لِمَنْ يُخْفِي مَخَاوِفَهُ مَخَاوِفَ مُهْجَتِي …


النصر قريب، يراه من يؤمن بهذه الثورة، ويعمى عنه من غشيت بصره غشاوة اليأس…!


حَسَنًا …
سَأَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى …!


الخامس والعشرون من يناير بداية مجد جديد، وطريق رحلة أخرى، وهناك مئات الآلاف من الشباب على استعداد لبذل أرواحهم في سبيل أن تتحقق مطالب ثورة يناير العظيمة، \”عيش … حرية … عدالة اجتماعية … كرامة إنسانية\” هنيئا لكم ثورتكم يا معشر الثوار … وليعش المثبطون في أوهامهم .
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين …

للتعليق على المقال في موقع عربي 21 

المقال السابق

ولكنكم تستعجلون

المقال التالي

حقائق الذكرى الثالثة لثورة يناير العظيمة

منشورات ذات صلة
Total
0
Share