السُّلْطَةُ الغَجَرِيَّةْ …!

المقال منشور بموقع مصر العربية بتاريخ 16-4-2014 م

وكما قال المثل الشعبي المصري العظيم (الغَجَرِيَّةْ سِتْ جيرانْها).
 
هل تعرف الغَجَرِيَّةْ؟
 
الغجرية المذكورة في المثل يقصد بها السيدة سيئة السمعة، المنحرفة، سليطة اللسان، أي أنها تجمع بين السفالة (أي الانحراف الأخلاقي)، وبين عدم الخوف على السمعة، فهي مفضوحة ولا تملك شيئا لتخسره.
 
هذه الغجرية وصفها المثل الشعبي بأنها (سِتْ جيرانها)، أي أنها تتسيَّد على جاراتها، لأن الجارة المحترمة تخاف على سمعتها، ولا تستطيع أن تدخل في نقاش مع (غَجَرِيَّةْ) سوف تتفوه بالبذاءات والسفالات أمام الرائح والغادي.
 
لذلك تتصرف أي سيدة محترمة في الحي بطريقة واحدة، أنها تتجنب الدخول في أي شكل من أشكال العراك أو حتى مجرد التعامل مع السيدة (الغَجَرِيَّةْ).
 
هذا حال معارضي الانقلاب في مصر مع حكومتنا الغَجَرِيَّةْ !
 
إنها سلطة أمر واقع تتعامل مع أي مواطن معترض على أي شيء بأسلوب (الغَجَرِيَّةْ)، فتبدأ وصلة من السباب، والتشكيك في العفة، والتشكيك في الوطنية، والاتهام في الذمة المالية، والتعيير بأي شيء حتى لو كان شيئا طبيعيا، مثل التعيير بالسفر للخارج مثلا، أو حتى بالعيوب الخِلْقِيَّة الشكلية التي خلق الله الناس عليها.
 
السُّلْطَةُ (الغَجَرِيَّةْ) حين يواجهها معارض شريف لا تتحاور معه، بل تلفق له قضية دعارة، أو شذوذ جنسي، أو تتهمه بالعمالة للخارج … الخ، أو تلفق له (وهذا يحدث حاليا بكثرة) محضر سرقة تيار كهربائي … تخيل؟ هل رأيت سفالة أكثر من ذلك؟
 
إذا ضايقك مرشح رئاسي (مثلا)، بسيطة جدا … سَلِّطْ عليه مرشحا آخر له صفات (الغَجَرِيَّةْ)، ويخرج مرشح الحكومة من الموضوع صاغ سليم.
 
إذا ضايقتك قناة تلفزيونية، سَلِّطْ عليها ألف قناة (غَجَرِيَّةْ).
 
إذا ضايقك صحفي، أو كاتب، أو ممثل، أو سياسي، أو حتى لاعب كرة … استعن بكل من ربيتهم من (الغَجَرِيَّات) لكي يصمت.
 
حكومتنا ماهرة في ذلك، فلديها أجهزة أمنية تستطيع أن تعلم أكبر (غَجَرِيَّةْ) في الدنيا أصول السفالة، وبالتالي يصبح من المستحيل أن يتعامل المعارضون مع مثل هذه السفالات، فأجهزتهم أسفل من السفالة، وأحط من الانحطاط، (واللي فيها تجيبه فيك) !
 
ما الحل إذن؟
 
الحل في أن نصبر، وأن نتكلم (في الموضوع) …!
 
لا تغيروا الموضوع، إذا تحدثنا عن القتل والاغتصاب في السجون والمعتقلات، قولوا لنا كيف حدث ذلك؟ وكيف تردّون على المعلومات الموثقة في التقارير المختلفة؟ وإذا تحدثنا عن العدالة الاجتماعية قولوا لنا كيف ستحققونها؟ وإذا تحدثنا عن عسكرة الدولة رُدُّوا علينا كالرجال لا كالغَجَرِيَّات، أما مسألة تغيير الموضوع بحيث تنبح صحافة النظام كالكلب المسعور على كل معارض يطالب بالحرية فتأكدوا أن الموضوع أصبح سخيفا جدا، وأرقام ونسب المشاهدة لبرامج الفضائح التي تحركها الأجهزة اياها تدل على أن السهم قد ارتد إلى صدر (الغَجَرِيَّةْ).
 
لن نقبل بتغيير الموضوع، ولن نقبل أن نتسفل إلى مستوى هؤلاء، ولن نتناول أي فضائح للغَجَرِيَّةْ، لأننا لا نقبل إلا أن نكون خصوما شرفاء، حتى إذا كان خصومنا من الغَجَرْ !
 
في النهاية … من يقاوم الانقلاب من الكُتَّاب والمثقفين لن يؤثر فيه سلوك الغَجَرِيَّةْ، ولن يفت في عضده سفالات المخبرين.
 
نحن أقوى، لأن الحق معنا، وقد تعودنا منذ عصر مبارك المخلوع على هذه السفالات، والناس تثق بنا.
 
أما الغَجَرِيَّةْ … فسوف تخرس قريبا … قريبا جدا بإذن الله !
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين …

للتعليق على المقال بموقع مصر العربية 

المقال السابق

أجيال مصرية بعد أجيال

المقال التالي

رسالة إلى لجنة الخمسين

منشورات ذات صلة
Total
0
Share