حقائق الذكرى الثالثة لثورة يناير العظيمة

المقال منشور على موقع مصر العربية بتاريخ 29-1-2014 م

الحقيقة الأولى التي رأيناها في الذكرى الثالثة لثورة يناير أن الدستور العظيم الذي سماه البعض دستور الحريات مجرد ورقة بلا أي معنى، إنه دستور (كده وكده) ! دستور الحريات لم يعصم دما حراما، ولم يحصن كرامة رجل أو امرأة، ولم يحاسب أي قاتل من القتلة الذين أطلقوا في الشوارع، دستور لم يحصن حتى الأطفال من القتل.


هذا الدستور الذي سمعنا فيه قصائد المديح ما زالت الدماء تسفك تحت سمع وبصر من وضعوه، والحريات تنتهك بلا أي ضابط، ويكفيك أن تمشي في الشارع لكي يقبض عليك. هذا الدستور الذي لم يحم \”سيد وزه\” عضو حركة تمرد من القتل، ولم يحم أي مواطن مصري من أي انتهاك، حتى أصبحنا في دولة القتل والاعتقال بالشبهات.


الحقيقة الثانية أننا أمام حالة تغول للثورة المضادة، وهو تغول مصحوب بدرجة غير مسبوقة من الغباء والوحشية، وبالتالي استمرأ أهل الحكم (الثورة المضادة ومن أعماه الله من ثوار يناير) أن يرقصوا في ميدان التحرير في نفس اللحظات التي يقتل فيها شباب مصر وتنتهك حرمات النساء في العديد من محافظات مصر، بل إن بعض هذه الانتهاكات كانت على بعد خطوات من الميدان الذي احتلته الثورة المضادة، بعد أن كان ميدان الثورة.


الحقيقة الثالثة أننا أمام حالة من التصميم على استكمال المسيرة من الصعب أن تنكسر. عشرات من الذين نزلوا في هذا اليوم حكوا لي عن روح جديدة في المسيرات، وعن تنوع في الذين ساروا فيها، صحيح أن خلافات قد حدثت بين المتظاهرين بسبب الشعارات والهتافات، ولكن الجميع أصبحوا بنيانا مرصوصا حين أطلق الرصاص، فالرصاص لا يفرق بين إسلامي وليبرالي، الرصاص يعيد المعركة إلى أصلها الحقيقي، ثورة … تواجه ثورة مضادة.


الحقيقة الرابعة أن النصر قريب، وأن كل الإرهاب الحكومي الممنهج لم يثن حراك الشارع، ولم يغير من تصميم الأحرار في تحرير هذا البلد. الحقيقة الخامسة أننا ينبغي أن نرتب لما بعد الانقلاب، لأن الفصل الذي نحن فيه لن يطول، ومهما طال فهو قصير، وينبغي على الجميع أن يكونوا تصورا توافقيا لما بعد الانقلاب.

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين …

للتعليق على المقال أو الاستماع إليه 

المقال السابق

سأبدأ رحلة أخرى

المقال التالي

هل يصبح الهزل جدا؟

منشورات ذات صلة
Total
0
Share