لماذا يكرهوننا؟

الإجابة الثانية: وهى إجابة قريبة من الإجابة الأولى، تقول لا أحد يكرهنا كأمريكيين سوى قلة من المطاريد، بإمكاننا القضاء عليهم بالحرب على الإرهاب، إنهم تنظيم القاعدة، أو مجموعة من التنظيمات المتطرفة المسلحة، تتناثر هنا وهناك، وسوف نقضى عليهم بالعمل العسكرى، وبالتعاون المخابراتى مع دول العالم، وخصوصا دول الشرق الأوسط.
 
الإجابة الثالثة: كانت من بعض المنصفين وخلاصتها أن من يكرهوننا ليسوا إلا ضحايانا أو بعض ذوى قتلانا فى عشرات الدول التى تدخلنا فيها عسكريا أو مخابراتيا، مما تسبب فى ملايين القتلى والجرحى واليتامى والأرامل، ومما تسبب فى مجاعات، وانقلابات عسكرية، وانهيارات اقتصادية، وملايين الفقراء بعد غنى، وملايين والأذلة بعد عز، ولا حل لهذا الأمر إلا بالصلح مع الأمم الأخرى، وبأن نتوقف عن التدخل فى شئون الآخرين، وأن نتوقف عن شن الحروب على الآخرين، وأن نتوقف عن تمويل الحروب لحسابنا، وأن نتوقف عن دعم إسرائيل وسائر قوى الشر، وأن نحترم إرادة الشعوب واختياراتها.  مازال غالبية المواطنين الأمريكيين حتى اليوم يجهلون الإجابة الحقيقية عن سؤال: «لماذا يكرهوننا؟»، وذلك لأسباب كثيرة.
 
اليوم.. وبعد أن أصبحت شتيمة ولعن الإخوان المسلمين مكتوبة مرسومة ملحنة مغناة على الحوائط وفى البرامج وبشتى وسائل التواصل الإنسانى هل يتساءل الإخوان المسلمون «لماذا يكرهوننا؟»…؟ السؤال مطروح، وهناك ثلاث إجابات أيضا، الإجابة الأولى: من يكرهوننا ليسوا إلا أعداء المشروع الإسلامى، كفرة فجرة، يكرهون دين الله، وسوف ننتصر عليهم بالصندوق، ونريح الأمة منهم.
 
الإجابة الثانية: لا أحد يكرهنا، ولا يحمل لنا الكره سوى قلة على الفضائيات، والدنيا ربيع، والجو بديع. الإجابة الثالثة: وقد نطق بها بعض المنصفين، وخلاصتها إن من يكرهوننا ليسوا إلا ضحايا قرارات قياداتنا الموتورة، وسياساتنا المتهورة، وانتهازيتنا الفريدة، ورغبتنا العمياء فى الحكم، ولو أننا مددنا لهم أيدينا، وتعاونا معهم وأوقفنا سياسة الاستحواذ على كل شىء.. لو فعلنا ذلك لتعاون غالبيتهم معنا، ولما حدثت الفرقة أصلا، ولكنا الآن يدا واحدة كما كنا فى الميدان. هل هناك احتمال ألا يكونوا قد سألوا أنفسهم «لماذا يكرهوننا؟» أصلا؟
 
احتمال كبير أن تكون قيادة الجماعة فى برجها العاجى تتهرب من السؤال، ولكن الأحداث تجبر كل من له انتماء أو اتصال أو تعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين على طرح هذا السؤال.. أيا كانت الإجابة!
 
نسأل الله السلامة…

المقال السابق

متهم آخر اسمه «الكتاتنى»

المقال التالي

أخطاء أخرى لن أقع فيها

منشورات ذات صلة
Total
0
Share