تميم.. المصرى

 تحدث أحد كبار القيادات العسكرية خلال الأيام السابقة عن الشاعر الفذ الدكتور تميم البرغوثى.  خلاصة ما جاء فى حديث القائد العسكرى (الذى نحترمه ونقدره) أن الأخ تميم ليس مصريا، وبالتالى لا يحق له أن يتحدث فى الشؤون المصرية، وأن مصر قد بذلت الكثير من أجل فلسطين، فلا بد من لهجة (امتنان) من المتحدث.  


من أشد ما يؤلمنى اختزال مصر فى رئيس، أو حكومة، أو جواز سفر، وبالتالى يصبح من يتحدث عن الرئيس، أو ينتقد الحكومة عدوا لمصر، كما يصبح من لا يحمل جواز سفر مصرياً.. أجنبياً! 


إن هذا الفهم للانتماء فيه تحجيم لمعنى مصر، وهو فهم غير عميق يفرغ الانتماء من معانيه الحقيقية.  

لقد عاب المتحدث المحترم على تميم البرغوثى أنه (يحاول رسم السياسات)، وغاب عنه أن البرغوثى أستاذ نابغ فى العلوم السياسية، يحاضر فى أكبر جامعات العالم فى هذا التخصص، وهو حين يتحدث فى هذا الأمر يتحدث من منطق التخصص العلمى الأكاديمى أولاً، ولا شك أن كلامه ينبغى أن ينصت له، وأن يستفاد منه، ولا شك أنه يقول فى هذه الأمور خيرا مما يقوله أشخاص آخرون، كما أن انتماءه وإخلاصه لمصر لا يمكن أن يشكك فيه، وأشعاره تشهد بذلك.  


أما مسألة أنه غير مصرى فهذا أيضاً إقصاء لمصر عما حولها، قبل أن يكون إهانة لتميم. إن المصرية انتماء، وبذل، وتربية، وولاء!  


وهذا رجل مولده وانتماؤه وبذله وتربيته وولاؤه لمصر، ولكن لمصر بمعناها المشرق البراق الذى يتجاوز الحدود السياسية المصطنعة إلى المعنى العروبى الإسلامى الإنسانى النبيل لكلمة مصر.  


بقى أن نقول إن أسلوب المنّ على الفلسطينيين أصبح مبتذلاً، وهو من تقاليد عهود بائدة نريد التخلص منها، وينبغى على الجميع الآن أن يحاولوا التكفير عما اقترفناه فى حق فلسطين خلال العقود الثلاثة الماضية، وما دماء أطفال غزة ببعيدة عن أيدينا. 


أخيراً.. إذا لم يكن تميم البرغوثى مصريا، فمن المصرى إذن؟

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

مستشار الخيبة

المقال التالي

شيطنة 6 أبريل

منشورات ذات صلة
Total
0
Share