عَيِّلْ تَايِهْ

هذا ديوان يخطفك من أول صفحة إلى آخر صفحة بسلاسة، وكأنك تشاهد مسابقة لجمال الخيول، أو كأنك تشاهد فيلما سينمائيا قصيرا يتحدث عن مشكلة من مشاكلك أنت، أو كأنك نائم وتحلم بأحب الناس إليك، فتفرح، ولا يتنغص حلمك إلا حين تستيقظ وتكتشف أن الحلم قد انتهى.


يقول محمد طلبة رضوان: 


«فتح التاريخ بابه وقال حنِّيت/ قفل التاريخ بابه وقال يا ريت/ خبَّط على باب التاريخ – ناس طيبين من مصرْ/ سأل بلهفة: مين؟/ قالوا له… افتح، صحاب البيت!»
محمد طلبة رضوان ابن ثورة مصر، الباحث عن أجمل ما فيها، ابن ثورة مصر التى تجلت فى ميادين الثورة، فغرد معها قائلا: 


«مصر الكتاب من قبل ما يعرف قلم شكل الحروفْ/ مصر البنا من قبل ما الأرض تتعلم تشوفْ/ مصر الغنا قبل الكمنجات والدفوفْ/ مصر اللى عَلِّمِتِ الصلا معنى الصفوفْ/ زغروطة حلوة – من بنت حلوة/ حكت حكاية للقدرْ/ سلم على طول السلامْ/ وقال كلامْ ما أبدعُهْ/ يا مصر من دون البلاد – بكره اللى فات… هنرجعُهْ» 
كل شاعر فى هذه الدنيا «عَيِّلْ تَايِهْ»…!


هذا ما وصلت إليه حين، أتممت قراءة تلك التجربة الشعرية العميقة التى تأخذك من أعماق أعماق اليأس والضعف الإنسانى، لتُحَلِّقَ بك فى أعالى الأمل، يقول العَيِّلْ التَايِهْ محمد طلبة رضوان وهو يبحث عن أُمِّهِ مصر: «مصر اللى كانت واسعة فى كتاب التاريخ/ أضيق من الأرزاق على قلب الغريب/ وأمرّ م اللقمة الحرام/ والتوهة عنوانها المؤكد الوحيد!»
نحن أمام شاعر لا أُمَّ له إلا بوجود وطن حاضن، إنه «عَيِّلْ تَايِهْ» يبحث عن مصر، لذلك لن تجد فى الديوان قصيدة بعنوان «عَيِّلْ تَايِهْ»، لأن ذلك ليس عنوان قصيدة، بل عنوان تجربة، وربما يكون حياة!

المقال السابق

القادة الجدد

المقال التالي

يَوْمُ الخَلْعِ...!

منشورات ذات صلة
Total
0
Share