بداية جديدة يكتبها شباب مصر

انطلقت أمس في ميدان التحرير بالقاهرة ، وبالميادين الكبرى في محافظات الإسكندرية والمحلة وطنطا والمنصورة والزقازيق والسويس وبورسعيد والإسماعيلية وأسيوط وغيرها . 


إن ما حدث البارحة الثلاثاء 25/1/2011 يعتبر بداية لمرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني يقوده شباب مصر غير المسيس الذي يبحث عن حقوقه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على السواء . 


بل بد أن نذكر هنا أن ثلاثة شهداء قد سقطوا بالرصاص الحي ، وبالقتل المتعمد في مدينة السويس ، وقد خرج تقرير مبدئي للطبيب الشرعي يؤكد ذلك . 


حين تجمع عشرات الآلاف في ميدان التحرير لم يتردد أحد في المطالبة برحيل رأس النظام ، ولم يتردد أحد في ضرورة أن الاعتصام في الميدان حتى الصباح . 

لقد حاول الأمن أن يمنع ثوار مصر من التجمع في هذا المكان الحيوي ، وبالغ في تأمين المكان ، ولكن عزيمة الشبان والشابات تفوقت وانتصرت على كل الإجراءات الأمنية القمعية . 


واسترم تدفق الجموع بالآلاف حتى بعد مغيب الشمس . أنشأنا إذاعة التغيير ، وكان لي شرف أن أقترح هذه الفكرة ، وأن أبدأ بنفسي بثها من ميدان التحرير ، وكان أول ضيوفها الدكتور علاء الأسواني . 


بدأت هذه الإذاعة بتقديم التوجيهات والإرشادات للمتظاهرين ، وبدأب ببث روح من التفاؤل والحميمية بين الحاضرين ، وبدأ الحاضرون بالتجاوب معها ، من خلال تناوب إلقاء القصائد والأغاني والأشعار .
 

كان الجميع على قلب رجل واحد ، هدفنا أن تستيقظ القاهرة فتجد هذا الاعتصام في ميدان التحرير …! 

بعد أن حاول الأمن عدة مرات أن يحركنا من مكاننا عن طريق القنابل المسيلة للدموع ، لم يجدوا حلا سوى الاقتحام المباشر للميدان من عدة جهات في نفس الوقت ، مع إطلاق مكثف للقنابل الغازية ، وللرصاص الصوتي ، والمطاطي . 


حدثت عشرات الإصابات ، وتم اعتقال العشرات …ولكن …حين غادر الناس الميدان (وكنت بينهم) ، وجدت المظاهرة قد تحولت إلى مجموعة من المسيرات الرائعة ، في شارع رمسيس ، وفي شارع الجلاء ، وفي السبتية ، وفي بولاق ، وفي شبرا …! 


لقد انصرف الشباب وهم يعلمون أن المعركة كر وفر ، وهاهم قد قاموا بالفر ، وهاهم يجمعون أنفسهم ليكروا مهاجمين من أجل نيل حقوقهم …ولي هنا عدة ملاحظات : 


الملاحظة الأولى : ليس ضروريا أن نحتل ميدان التحرير ، وأن نصعد منذ اللحظة الأولى . 


الملاحظة الثانية : تفريق المظاهرات في أماكن متعددة يفيدنا ، فهو يشتت قوى الأمن ، وهو يجعلنا في مرمى بصر أكبر عدد من المواطنين ، ويشجع عددا أكبر في الانضمام لنا . 


الملاحظة الثالثة : لا بد من رفع سقف المطالب . الملاحظة الرابعة : لا بد من الحفاظ على المظهر الحضاري السلمي في هذه التظاهرات ، وأن نقطع الطريق على أي مخرب يندس في جموع الشرفاء . رحم الله شهداء ثورتنا ، وأعان الله شبابها من أجل استكمال المسيرة. 

عبدالرحمن يوسف 
[email protected]

المقال السابق
Video featured image

عبدالرحمن يوسف يعلق على حضوره في مشهد الثورة التونسية

المقال التالي
الشاعر عبد الرحمن يوسف

تأجيل ندوة الشاعر بالإسكندرية

منشورات ذات صلة
Total
0
Share