يَوْمُ الخَلْعِ…!

فى مثل هذا اليوم خُلع مبارك لأن من خلعه لم يلجأ إلى العنف بأى شكل من الأشكال!
صحيح أن هناك أقساما قد أحرقت، ولكن الثابت أن هذه الأقسام لم تكن إلا منصة إطلاق لرصاص القناصة على حشود المواطنين العُزَّلِ، أو كانت سلخانات تعذيب لها سنوات سوداء فى ذاكرة من اقتحموها وأحرقوها، ولو كان الأمر حرقا من أجل الحرق لأحرقت عشرات المبانى، ولكن الحقيقة أن جميع المبانى التى أحرقت كانت إما تابعة لوزارة الداخلية أو تابعة للحزب الوطنى، ولا يوجد استثناءات تكاد تذكر.


فى مثل هذا اليوم خُلع مبارك لأنه لم يكن هناك أحد فى مصر على استعداد للقتال لكى يستمر سيادته فى الرئاسة!

إنها الحقيقة، لو أن مصر فيها عدة آلاف فقط من المؤيدين الحقيقيين لهذا الرجل لما تمكنت الثورة من خلعه، بل لسالت الدماء أنهارا، ولتغير مجرى الأحداث، ولكن ما حدث أن جميع مؤيدى هذا الرجل كانوا مليارديرات لا يتحمل أحدهم أن ينحنى لكى يلبس حذاءه، فأنَّى لأمثال هؤلاء أن يواجهوا ملايين المصريين!
فى مثل هذا اليوم خُلع مبارك لأن الشعب المصرى قَرَّرَ ذلك، وليس بسبب أى ضغوط دولية، أو مؤامرات إقليمية!

العالم كله وبلا استثناءات تذكر كان يريد استمرار مبارك، لقد كان كنزا استراتيجيا لكل الدنيا – إلا المصريين – وليس لإسرائيل فقط، ولم يُخلع مبارك سوى بإرادة المصريين التى جعلت الدنيا تخضع لهذا القرار على أمل الالتفاف عليه فيما بعد، وذلك بصناعة نسخة أخرى منه، مع إدخال بعض التحديثات عليها لكى تصبح أقل بشاعة، وربما أكثر شبابا. كلمة الشعب المصرى العظيم اليوم، بعد عامين من خلع المخلوع، هى أن مصر ستسير للأمام، ولن تتراجع، الطريق طويل، وكعادة كل طريق جديد، يكون فيه بعض المطبات، ولكن عزيمة الراغبين فى إكماله لن تعوقها بعض الحجارة والحفر!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

المقال السابق

عَيِّلْ تَايِهْ

المقال التالي

هدى أعصابك يا صديقى

منشورات ذات صلة
Total
0
Share