هل يمكن أن أكون مؤمنا بالله وأحترم من يكفر به؟

ستسمع مبررات كثيرة لا معنى لها عن أن من يتولهم فهو منهم!من هذا المنطلق أستطيع أن أفسر لماذا يعجز كثير من الناس عن فهم كثير من الظواهر الممكنة، ويعتبرونها من المستحيلات.
هل يمكن أن أكون مؤمنا بالله ورسوله، ومؤمنا بالهوية الإسلامية لمصر، وفى نفس الوقت أكون قد صوّتُ بـ«لا» فى استفتاء مارس؟ هل يمكن أن أكون قد صوّتُ بنعم فى الاستفتاء ثم أختار أن توضع مبادئ فوق دستورية يحترمها الجميع؟


هل يمكن أن أختلف مع التيار الإسلامى دون أكون كافرا؟
هل يمكن أن أختلف مع الليبراليين دون أن أكون رجعيا متخلفا؟
هل يمكن أن أنتقد التيار السلفى دون أن أكون مصابا بحالة عجب بالنفس؟
هل يمكن أن أنتقد الناصريين دون أن أصنف ضمن أعداء ثورة يوليو وكارهى عبدالناصر؟
هل يمكن أن نختلف مع المجلس العسكرى دون أن نعتبر من أعداء الجيش؟
هل يمكن أن تتسع لنا مصر؟


هذا هو السؤال الذى يفشل الجميع فى الإجابة عليه. 

لقد احتوتنا مصر لآلاف السنين، واستطاع هذا البلد أن يمَصِّرَ كل من دخله، ولكننا الآن نشك فى قدرة مصر على أن تتحملنا برغم بعض الاختلافات البسيطة التى بيننا. من أعجب العجائب أن نرى بلدا كالهند يعيش متحدا برغم مئات الديانات واللغات، ثم نرى بلدا كمصر يكاد ينفجر بسبب خلافات سطحية بين أناس ليسوا على مستوى المسؤولية فى هذه اللحظة المهمة.


هذه مقالة كتبتها منذ ما يقرب من عامين، ونشرت فى هذه الزاوية فى اليوم السابع، وأنا أعيد نشرها الآن لكى يعلم الجميع أننا ما زلنا فى نفس الطاحونة، وأننا بكل اندفاع ندخل نفقا خلف نفق، ونسير من سيئ إلى أسوأ.  أيها السادة… مصر تتسع للجميع بالتسامح، وتضيق بالتعصب!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين…

المقال السابق
Video featured image

لقاء عبدالرحمن يوسف مع الجزيرة مباشر مصر فبراير 2013 م

المقال التالي

السياسة بالمولوتوف

منشورات ذات صلة
Total
0
Share