السياسة بالمولوتوف

بعض المثقفين موقفهم من العنف ملتبس أيضا، فهاجموا الوثيقة بعبارات شديدة القسوة بلا مبرر، وكأن حقن الدماء أمر مختلف عليه أو رجس من عمل الشيطان. لقد نجح الشباب الذين تقدموا بهذه المبادرة فى جمع المتخاصمين فى رحاب الأزهر وشيخه، واقترح البعض أن يشرف هؤلاء الشباب على حوار وطنى، والحقيقة المرة التى أعلنها فى هذه المقالة أنه لا أحد يريد الحوار!


وإنه من واجبنا أن نعلن للأمة المصرية بكل أسف أننا أمام نخبة سياسية مواقفها من العنف غامضة، ورغبتها فى الحوار غير جادة. لقد أرسلنا للطرفين مبادرتنا لبدء الحوار، ولم نجد شخصا مسؤولا من الطرفين يبدأ معنا هذا الحوار. وخلاصة الورقة التى أرسلناها للطرفين: 


بناء على الاجتماع المغلق الذى تم فى مشيخة الأزهر الشريف، وبرعاية إمامه الأكبر، خلال إقرار وثيقة الأزهر لنبذ العنف، وبعد استمرار مسلسل سقوط الأبرياء فى الشوارع بسبب انسداد المسار السياسى، وغياب القصاص العادل، واستمرار اللجوء للحلول الأمنية القاصرة، نتقدم برؤيتنا لتنسيق الحوار الوطنى، مع التزامنا بعدم الدخول كطرف فى الصراع، وعدم الحصول على أى مكسب منه إذا أسفر عن حكومة إنقاذ أو ما شابه ذلك.  رؤيتنا لتنسيق الحوار تتمثل فى الالتزام المتبادل بين جميع الأطراف، وهى أن يوقع الجميع على ورقة ضمانات قبل بدء الحوار، هذه الورقة تشمل عدة التزامات، أهمها: 


القبول بهذه اللجنة لتنسيق الحوار. وجود تفويض رسمى وصلاحيات كاملة معلنة لممثلى القوى السياسية الذين سيحضرون هذا الحوار. تعهد الجميع بأن جميع ما يتم الاتفاق عليه ملزم لكل من وقع، وملزم لكل الكيانات والمؤسسات التى وقع من يمثلها على الاتفاق. تعهد الجميع باحترام الآليات التى ستتخذها لجنة تنسيق الحوار، وأهمها التوقيع على محاضر الجلسات التى سيتم إعدادها من قبل اللجنة ونشرها. 
تهيئة المناخ لإنجاح الحوار بوقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين جميع الأطراف.

 
سيتم إدارة الحوار عن طريق فريق تفاوضى محترف مستقل يعمل على تقريب وجهات النظر، ودورنا سيكون تنسيق الجلسات والشهادة على ما يتم فقط. إن مصر تمر بمرحلة بالغة الخطورة، قد ينفرط فيها عقد الدولة، وتسيل فيها دماء زكية، وتضيع فيها مكتسبات الأمة المصرية العظيمة، وإن الواجب الوطنى يحتم على جميع أطراف المشهد السياسى سلطة ومعارضة أن يكونوا على مستوى هذه اللحظة الحرجة، وأن يتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتحقيق مطالب الشعب الذى يئن تحت وطأة احتياجات الحياة اليومية، وما زال يتطلع لرؤية الدولة الحديثة التى تحقق للإنسان كرامته، وطموحاته فى الحياة.
أحمد ماهر / محمد القصاص
إسلام لطفى / مصطفى النجار
عبدالرحمن يوسف / وائل غنيم
هذا ما أرسلناه لهم، ولكن يبدو أنهم مشغولون فى إعداد المولوتوف!
لك الله يا مصر

المقال السابق

هل يمكن أن أكون مؤمنا بالله وأحترم من يكفر به؟

المقال التالي

يوم الخميس...!

منشورات ذات صلة
Total
0
Share