محرقة الرموز «2-2»

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 21-3-2012 م 


تساءلت فى مقالتى السابقة عن المستفيد من محرقة الرموز. 


والحقيقة أن الجميع متضرر، إلا النظام السابق ورموزه، فهم يستفيدون بأن الجميع مجروح، تماما مثلهم، ونحن بأيدينا وأقلامنا نقدم لهم مادة التجريح التى تساوى بين الجميع، تساوى بين من تربح واستغل نفوذه، واشترك فى معركة الجمل، وقاتل مع جيوش البلطجية، وقتل الثوار بدم بارد، وبين من اجتهد وأخطأ، حتى إذا كان خطأ بيِّنا أو كبيرا. 


لقد أصبح بعض فلول النظام المباركى الملوثين يزايدون على شباب الثورة ورموزها الأطهار، مستغلين كتابات الشرفاء ضدهم، فهم يشوهون رموز الثورة من الإسلاميين بكلام كتبه بعض الليبراليين، ويشوهون رموز الثورة من الليبراليين واليساريين بترديد وترويج كلام كتبه بعض إخواننا السلفيين، ويفعلون نفس الشىء مع الإخوان، كل ذلك بعمل منظم يوغر الصدور، ويزيد حالة الاستقطاب، لكى يتأكد قادة الثورة المضادة أن وقوف كل القوى الوطنية فى ميدان التحرير جنبا إلى جنب مرة أخرى بات أمرا مستحيلا، وحين يتأكدون من ذلك سيسهل الانقضاض على الجميع. 

من الذى بدأ هذا المسلسل؟ لا أدرى، لكننى أعلم جيدا متى بدأ، لقد بدأ هذا الأمر مع استفتاء مارس 2011، ومنذ ذلك الحين والأمور تتدهور، وقد آن الأوان أن يتوقف هذا المسلسل السخيف من الهجوم والهجوم المضاد بين تيارات، هى فى حقيقتها نسيج وطنى ينبغى أن يتعايش، لا أن يقتتل. 

أنا لا أكتب الآن مناصرا أحدا ضد أحد، ولا أتهم شخصا أو جماعة بأنها تدفع هذه الحالة من الاستقطاب، بل إننى أقول لنفسى وللجميع إننا قد انسقنا خلف صغائر لا ينبغى أن ننساق خلفها، وإن ضرورات هذه المرحلة تقتضى أن نتعالى على هذه الخلافات التافهة، وإذا لم نفعل ذلك، فسوف يستغل أعداء الثورة ذلك، وسوف ندفع جميعا ثمنا باهظا، باهظا جدا. 


لقد أحرقت محرقة الرموز غالبية شرفاء مصر، ولابد أن ينتبه الجميع، لأن الاندفاع خلف هذا الأمر حماقة تقتضى الحجر السياسى، إذا كان ذلك متاحا! اللهم إنى قد بلغت.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

محرقة الرموز «1-2»

المقال التالي

لن أهاجر

منشورات ذات صلة
Total
0
Share