خطبة النصر الكاذب … ورَدُّ الشعب

المقال منشور على موقع مصر العربية بتاريخ 4-6-2014 م

دخل وهو متقلد سيفًا متنكِّبٌ قوسًا عربية، فعلا المنبرَ وقال‏:‏
 
أنا ابن جَلا وطلاع الثـنَـايَا *** مَتَى أضَع \”البيادة\” تعرِفُوني
 
أيها الناس …

لقد وُلّيت عليكم وأنا خيركم، الصدق خيابة، والكذب نجابة.
القَوِيُّ فيكم قَوِيٌّ عندي إذا دفع إتاوتَه، والضعيفُ فيكم ضعيفٌ عندي ما أطال ليسجدتَه.

أطيعوني لأني أطيع الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فسوف يشهد لي ألف شيخ أنني قد أطعت الله ورسوله، وسيشهد عليكم ألف شاهدٍ مُعَمَّمٍ بأنكم من الخوارج، طوبى لمن قتلكم وقتلتموه، رائحتكم نتنة، وأفكاركم عفنة !

أطيعوني ما أطعت أمريكا وإسرائيل، فإن عصيتهما فلا طاعة لي عليكم، واعلموا أنه ما ترك قوم الرقص أمام اللجان إلا ذلوا، وضربهم الله بالفقر، فكونوا عباد الله قوما يجمعهم المزمار ويفرقهم العصا.

كنت أنتظر منكم المبايعة، فجئتموني بالمقاطعة، ووالله لأنتقمنَّ منكم انتقام من تمسكن حتى تمكن.

سوف أحسن لا محالة فأعينوني، وإن ظننتم أني أسأت فوالله الذي لا إله إلا هو إني لأرى رؤوسا قد أينعت وآن قطافها، وإني لقاطفها، وجاعل منها باقة ورد أفخر بها بين السادة الأنجاب، وبين كل قادة مكافحة الإرهاب.

واعلموا أن المربوط عندي مضروب ليخاف السايب، وأن المال عندي مفكوك مبذول سايب، ولأضرِبنكم ضربَ غرائبِ الإبل، حتى تستقيمَ لي قَنَاتُكم، وحتى يقولَ القائل‏:‏ ‏\”‏أنْجُ سعدُ فقد قُتِل سعيد\”

أيها الناس …

أنتم الخوارج على كل حال، وأنا المستأمن على كل عرض ومال، وأنا الوارث لمن ليس له عيال، فإن ظننتم أنكم تملكون من أمركم شيئا فاعلموا أنكم ستلاقون مصير إرم وعاد، وإن ظننتم أن الناس سواسية فاعلموا أني سميع بصير بالعباد.

نحنُ العسكر أوّلُ الناس إقدامًا، وأوْسَطُهم دارًا، وأكرمُهم أحسابًا، وأحسنُهم وُجوهًا،نحن الأمَراءُ، وأنتم الخدم لا الوزراء، لا تَدِينُ العربُ إلا لهذا الحَي من المنوفية، وأنتم محقوقون ألا تَنْفَسوا على إخوانكم من العسكر ما ساق الله إليهم‏.‏

ووالله لو عثرت بغلة في آخر صعيد مصر لأستخرجن ميتين أم صاحبها وأهله … لم لم تنتبه لبغلتك يا بغل يا ابن البغل؟ احنا ناقصين ميتين أمك؟

أسأل الله أن ينير طريقنا بالمغفرة،وبلنضة موفرة… وأقم الصلاة … وصل بهم أنت يا شيخ علي … أنا مش فاضي !

قوموا إلى صلاتكم يا أبناء ال***ة

انتهى المخلوع من خطبته، فرد عليه لسان الشعب قائلا :
 
إذا كَانَ مِنْ أَهْلِ الخَنَا مَنْ تُخَاصِمُــــهْ
 
لَعَمْرُكَ لَنْ تُجْدي الكَريمَ مَكَارِمُــــــــــــــــهْ
 
ولَيْسَ بعَيْبٍ أَنْ تَرَى الكَلْبَ حَاكِمـــــًا
 
 
 
بَلِ العَيْبُ تَلْقَى الشَّعْبَ لَيْسَ يُقَاوِمُـــــــهْ
 
بِمِصْرَ يَمُوتُ المَوْتُ والشَّعْبُ خَالـــدٌ
 
 
 
فَتَبْقَى لَهُ الحُسْنَى وتُنْسَى هَزَائِمُــــــــــــــهْ
 
سِوَانَا يَهَابُ المَوْتَ حينَ يَـــــــــزُورُهُ
 
 
ونَحْنُ يَفِـرُّ المَوْتُ حينَ نُدَاهِمُــــــــــــــــــهْ
 
بمِصْرَ يَعيشُ الشَّعْبُ قصَّةَ خُلـْـــــــدِهِ
 
 
 
ويَهْلِكُ في قَصْرِ الخِيَانَةِ حَاكِمُــــــــــــــهْ
 
فَيَبْقَى برَغْمِ الدَّهْرِ طِيبُ فِعَالِنَـــــــــــا 
 
 
 
وحَاكِمُنَا بالخِزْيِ تَبْقَى جَرَائِمُـــــــــــــــهْ
 
ويَنْفُذُ أَمْرُ الدَّهْرِ في كُلِّ أُمَّــــــــــــــةٍ
 
 
 
ونَحْنُ مَعَ الدَّهْرِ الفَقيرِ نُسَاوِمُــــــــــــــــــهْ
 
ويَنْفُذُ حُكْمُ المَوْتِ خَارِجَ أَرْضِنَــــــــا
 
 
 
وفي مِصْرَ أَهْرَامُ الجُدُودِ تُحَاكِمُـــــــــــــــهْ
 
نُعَلِّمُ أحْفَادَ الحَفيدِ صُمُودَنَـــــــــــــــــا
 
 
 
وتُنْقَلُ مِنْ جَدِّ الجُدُودِ عَظَائِمُــــــــــــــــــــهْ
 
تَزيدُ بِدَرْبِ الحَقِّ فينَا فَضَائِــــــــــــلٌ
 
 
 
وحَاكِمُنَا بالسُّحْتِ زَادَتْ دَرَاهِمُــــــــــــــــهْ
 
فَيَرْفَعُ بَيْتَ العَنْكَبُوتِ بِمَالِــــــــــــــــهِ
 
 
 
وللشَّعْبِ صَرْحٌ لا تُهَزُّ دَعَائِمُــــــــــــــــــهْ
 
وإِنَّا لَشَعْبٌ يَهْزِمُ الظُّلْمَ صَبْــــــــــــرُهُ
 
 
يُطَاوِلُ أَيُّوبًا بهِ ويُعَاظِمُـــــــــــــــــــــــــــهْ
 
فَيَصْبِرُ إِنْ كَانَ النَّفيرُ مَذَمَّــــــــــــــةً
 
 
ويَضْرِبُ إِنْ كَانَ الزَّمَانُ يُوَائِمُـــــــــــــــــهْ
 
فَكُنْ مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ في غِمْدِ فَارِسٍ
 
 
 
يُسَالِمُ كُلَّ النَّاسِ حينَ تُسَالِمُـــــــــــــــــــــهْ
 
وكُنْ مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ يُشْرِقُ قَاتِــــلاً
 
 
إذا جَاءَ رِعْدِيدُ الظَّلامِ يُهَاجِمُـــــــــــــــــــهْ
 
بِمِصْرَ تَرَى شَعْبًا يُؤَدِّبُ حَاكِمــــــــــًا
 
 
يُجَادِلُهُ حينًا و حينًا يُشَاتِمُـــــــــــــــــــــــهْ
 
نُخَلِّدُ حُكَّامًا ، ونَقْتُلُ بَعْضَهُـــــــــمْ
 
 
وكُلٌّ بذي الدُّنْيَا لَهُ مَا يُلائِمُـــــــــــــــــــــهْ
 
تَرَانَا كَخَيْلِ العِزِّ إِنْ هَبَّ جَامِحًـــــــــا
 
 
عَلى سَقْفِ قَصْرِ الظُّلْمِ دَبَّتْ قَوَائِمُـــــــــهْ
 
نُسَايِرُهُ بالصَّمْتِ ثُمَّ نَجُــــــــــــــــــرُّهُ
 
 
إلى سَاحَةِ الإِعْدَامِ فاللهُ قَاصِمُــــــــــــــــــهْ
 
فَتَسْقُطُ رَأْسُ الكَلْبِ عِنْدَ حِذَائِنَـــــا
 
 
 
ويُتْرَكُ مِنْ أجْلِ الشَّمَاتَةِ خَادِمُــــــــــــــــــهْ
 
                   


يا معشر الثوّار … لا يرهبنكم موكب حاكم، فكم من حاكم احتمى بحراسه من شعبهثم أذله الله على أيدي البسطاء !

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين …

للتعليق على المقال على موقع مصر العربية 

المقال السابق

مصر بين مشروعين

المقال التالي

بيان القاهرة.. بضع نقاط على الحروف

منشورات ذات صلة
Total
0
Share