الراكبون على ثورة يناير

  يطل علينا هذا المصطلح من وقت لآخر، فنرى بعض المقالات التى تحاول أن تصنف بعض الناشطين السياسيين أو الإعلاميين بأنهم ليسوا من الثوار الحقيقيين ولكن هم من محترفى ركوب الأمواج، وقد ركبوا موجة الثورة بكل اقتدار.


أعتقد أن أكبر من ركب ثورة يناير هو المجلس العسكرى!
قد يكون كلامى مجرد ادعاء، ولكننى لا أقوله من فراغ، لقد سمعت بنفسى الإعلام الرسمى فى يوم السبت الثالث والعشرين من يوليو 2011، وهو يكرر ويكرر وصف ثورة يناير بأنها تتويج، وتتمة، وتكملة لثورة يوليو!


أعتقد أن الإعلام الرسمى يأتمر بأمر المجلس العسكرى لا غير، وأعتقد أن هذه (التخريجة) لا يمكن أن تترك لمذيع، أو معد، أو مخرج، أو حتى لوزير الإعلام نفسه.


إن هذه الخدعة السياسية الإعلامية التاريخية فكرة شخص (أو أشخاص) يرغبون فى تمديد حالة الموت السريرى التى أصابت شرايين شرعية الحكم، أو فكرة شخص يرى شرعيته منقوصة أو مؤقتة فيريد أن يضفى بعض صفات الكمال أو الدوام لشرعيته.

مازلت أرى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا يرغب فى الحكم، ولكن يبدو أنه لا يرغب فى عدم الحكم، إنه يريد أن يقف على جبل أعراف الحكم، فلا هو فى السلطة، ولا هو خارجها، فهو – حسب التعبير الذى اختاره المجلس – يدير ولا يحكم، وإنى لأتساءل كيف يمكن لوضع (الإدارة) أن يستمر بدون أن يكون هناك (حكم)؟


سيظل الوضع سائلا حتى تتكون إرادة ما تسعى لأن نصل إلى حالة سياسية صلبة، ولكن أتمنى ألّا تتكون تلك الإرادة فى الاتجاه الخاطئ، بأن تكون إرادة تسعى لتغليب إرادة القيادة على إرادة الناس، وتسعى إلى إعادة صياغة لإرادة القوة ضد إرادة الحق.


إن ركوب الأمواج ممتع، ولكنه خطر، فقد يغرق المرء، وقد يغرق بلدا كاملا معه، لذلك أدعو الله يقينا جميعا شر البحر!
والله يسدد الخطا…    

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

التاريخ لا يعيد نفسه

المقال التالي

قصة الرجل المريض‏...!‏

منشورات ذات صلة
Total
0
Share