الشيخ « أبوسريع السريع »..!

أنا شخصيا صليت خلف الشيخ «أبوسريع السريع» فى القاهرة والإسكندرية وكثير من المحافظات فى قبلى وبحرى، وصليت خلفه فى العديد من أحياء العاصمة، وهو موجود فى كل هذه الأماكن فى الوقت نفسه، وبإمكانك أن تصلى وراءه أينما كنت. الشيخ «أبوسريع السريع» فكرة وأسلوب، وليس شخصا معينا، إنه ذلك الخطيب الذى ينهى صلاة الجمعة كلها «الخطبتين الإقامة والركعتين» فى أقل من ربع ساعة. الشيخ «أبوسريع السريع» يوفر خدمة «سريعة» للمصلين، وغالبية من هم خلفه اختاروه لأنه «بينجز»…! من أندر النادر أن تضيف خطبة ذلك الشيخ شيئا لمعلوماتك، أو أن تفيدك فى دينك أو دنياك، ومن المستحيل أن تثير فيك تساؤلا عميقا، بل هى دائما تدفعك للشك فى المعلومات التى سمعتها، فتتساءل بينك وبين نفسك: «هل يمكن أن يكون ما قاله هذا الشيخ من دين الله؟».

 
غالبية المصلين خلف هذا الشيخ لا يركزون فيما يقوله من الأساس، فهو يقدم خطبة شكلية لاستيفاء شروط الصلاة وإسقاط الفريضة، ليس أكثر. سيسألنى سائل: «لماذا تصلى خلفه إذن؟» والجواب: لسببين، الأول: لأننى أتألم من قلة علم كثير من الخطباء، والخطبة الطويلة مع كثرة الأخطاء فى أساسيات الدين تسبب لى ألما لا أطيق أن يمتد لفترة طويلة. والسبب الثانى: لأننى أتعذب من الأخطاء اللغوية الرهيبة التى يرتكبها خطباء هذا الزمن، تلك الأخطاء التى يستغرب المرء كيف يقع فيها رجل تجرأ أن يرتقى منبرا، وأن يقف من الناس موقف المعلم والأستاذ! اشتقت لخطبة الجمعة التى يتعلم المرء منها دينه، ويستمتع فيها بلغة عربية فصيحة. رحم الله زمنا كان خطباء المساجد فيه يفهمون الدين، ويتقنون الفصحى!

المقال السابق

البطولة السهلة

المقال التالي

وصيتى: «خذوا بثأرى»

منشورات ذات صلة
Total
0
Share