يوم الخميس…!

يوم الخميس –عند البعض– هو يوم المتعة الزوجية، والوصال الجسدى، هكذا تعود الكثيرون، وأصبحت كلمة (يوم الخميس) عند كثيرين تحمل تلميحا جنسيا، وترسخت هذه النظرة عبر أجيال من الأزواج الروتينيين. يوم الخميس هو «موسم التكاثر» عند البشر، فغالبية الأعراس تقام فى هذا اليوم، والخميس هو ليلة الدخلة الرسمية للشعب المصرى كله!


كنت أحب يوم الخميس، وكنت أسهر دائما فى الشوارع فى هذا اليوم، صحيح أننى كنت حريصا على السهر كل يوم، ولكن الحقيقة أن السهر يوم الخميس كان أجمل، لأن عدد (السهِّيرة) أكبر، وعدد الأصدقاء والأحباب الذين يجمعهم هذا اليوم يحوله إلى ملتقى للأحباب ولتجديد ما انقطع من قديم الصداقات. أصبحت أخاف من يوم الخميس، وأصبح الخميس مقترنا عندى بالدعاء والصلاة لكى يحقن الله دماء المصريين يوم الجمعة.


لسان الحال ولسان المقال فى كل خميس منذ طلوع الشمس إلى مغيبها (ربنا يستر من بكرة، أو ربنا يعدى بكرة على خير، أو يا رب اليوم يعدى من غير دم)، وأصبح يوم الخميس يوما مخصصا لمتابعة تحضيرات القوى السياسية لمليونية الغد، والخوف من سفك المزيد من الدماء المصرية الطاهرة على الأسفلت هو هاجس هذا اليوم.


هذه المفارقة فى ذهنى منذ شهور، وهى تترسخ أسبوعا بعد أسبوع، حتى بدأت أشعر أننى أخاف من يوم الخميس، صحيح أن الأحداث تحدث فى يوم الجمعة، ولكن حالتى النفسية يوم الخميس أصبحت ينطبق عليها المثل القائل (شايل طاجن سته)! على العموم، بما أننا فى يوم الخميس، فادع الله معى عزيزى القارئ أن يحقن دماء المصريين، واسأله تعالى (يعدى بكرة على خير).
حفظ الله مصر!

المقال السابق

السياسة بالمولوتوف

المقال التالي

القادة الجدد

منشورات ذات صلة
Total
0
Share