أصاب العلماء وأخطأوا

المقالة منشورة بجريدة اليوم السابع 20 – 6 – 2013 

أما ما أخطأ العلماء فيه، فهو إقحامهم هذا الأمر المجمع عليه «أعنى وجوب دعم الشعب السورى» فى أمر آخر مختلف فيه! لقد نغَّص هذا التحرك المشكور جملا مثل «ضرورة أن يتوحد المصريون خلف قيادتهم الشرعية»، أو الدعاء على معارضى الرئيس المصرى، أو وصف هؤلاء المعارضين بالكفر والفسق والإلحاد، كل هذه الأمور كانت خطأ بينا، وكانت إقحاما للسياسة فى الدين، بل كانت استقواء بالدين ضد الخصوم، واستغلالا لحالة الإجماع الفقهى والوطنى والإنسانى على دعم الثورة السورية، وكأن حرمة معارضة الرئيس المصرى أمر مجمع عليه مثل دعم الثورة السورية. لقد أخطأ العلماء فى هذا الأمر، وأخطأوا حين انجروا إلى مباراة فى الطائفية بدلا من عرض القضية كقضية تحرر وطنى عادلة، وأخطأوا أيضا حين أدخلوا بينهم من لا يعد من أهل العلم، وصدّرُوا هؤلاء فى منتديات هامة، فما كان منهم إلا أن أطلقوا اتهامات لمخالفيهم لا تليق بأهل العلم، ورئيس الدولة يؤمن فى خشوع فى مشهد سخيف مخيف ستكون له تداعياته.


إن مشهد تأمين رئيس الدولة على معارضيه الكفار الفساق كانت نقطة تحول بالنسبة لى فى تقييم كل ما يحدث الآن، وفى كيفية التعامل مع الشخص القابع فى القصر. لقد أقحم العلماء أنفسهم فى السياسة، وسكبوا – دون أن يشعروا – بنزينا على النار، وقالوا – دون أن يدروا – كلمة حق خلطت بباطل. كلمتى تلك لا أبغى بها إلا الله، أقولها لوجه الله، بكل أدب واحترام وتوقير وتبجيل لمقام العلم والعلماء، ممتثلا فى ذلك لقول الرسول الكريم: «الدين النصيحة.. لأئمة المسلمين وعامتهم»، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المقال السابق

مشكلة أردوغان

المقال التالي

قصتى مع رئيس لم أهجه 1...!

منشورات ذات صلة
Total
0
Share