ماذا تريدون أكثر من ذلك؟

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 8-1-2012 م 


كيف تطالبوننا يا قومنا، ويا إخواننا فى الوطن، بأن نلزم بيوتنا وألا نتحرك من أجل إنقاذ ثورتنا، ومن أجل الحفاظ على الأمانة الثقيلة التى تركها لنا الشهداء؟ 


كيف تطلبون منا أن نكون شهود زور على كل ما نراه بأم أعيننا؟ لقد قلنا إن كل الأدلة فى قضايا قتل الشهداء قد أتلفت، وإن الحكم الذى نتوقع صدوره ضد الرئيس المخلوع مبارك لو سارت الأمور بهذه الطريقة أن تحكم المحكمة بعودة المواطن محمد حسنى السيد مبارك إلى وظيفته السابقة ومرتبه السابق، مع احتساب فترة غيابه (أوفر تايم)! 


كيف يمكن أن نتجاهل كل هذه المناظر المستفزة خلال المحاكمة؟ متهمون بلا قيود، متهمون مرفهون، باد عليهم أثر النعمة، متهمون يتحركون بالطائرات، ويلبسون النظارات (السينييه) من الماركات العالمية. 


السجين (حبيب العادلى) يتحرك بلا قيود رغم أنه مدان، وتؤدى له التحية العسكرية من كبار الرتب أمام الكاميرات. 


محاكمة هزلية لا طائل من ورائها، بل إن النيابة أكدت (أن الجهات السيادية فى الدولة من بينها وزارة الداخلية، وهيئة الأمن القومى، لم تساعد هيئة التحقيق فى الوصول إلى الحقيقة، على الرغم من مخاطبة النيابة العامة لها بشكل رسمى، وأن هذا الأمر كان متعمداً، مما دعا المحامين العموميين وأعضاء النيابة إلى النزول إلى موقع الأحداث أكثر من مرة للوصول إلى الحقيقة). 

صحيح أن وزارة الداخلية والمخابرات قامتا بالرد على هذه الاتهامات ولكنها ردود متهافتة، فكيف يمكن أن نصدق أن هذه المؤسسات لا تملك معلومات ولا تجمع الأدلة بينما كانت فى قمة النشاط وهى تجمع المعلومات بل تلفق المعلومات ضد قناة الجزيرة، وضد الناشطين السياسيين، وضد جمعيات المجتمع المدنى، وضد شباب 6 أبريل، وغيرهم. 

كيف يمكن أن نصدق أن السبب هو سقوط وزارة الداخلية فى 28 يناير بينما الوزراة استطاعت فى تلك الفترة أن تتلف آلاف الملفات، وتبين ذلك واضحا حين اقتحمت مقار أمن الدولة. 

أما جهاز المخابرات فقد جمع ملايين المعلومات عن شرفاء الوطن، وأرسلها لكل أجهزة المخابرات فى العالم، وكان ذلك باعتراف الرئيس المخلوع مبارك نفسه فى لقاءات ملتفزة، فلماذا لم يفعل ذلك مع هذه القضية؟ يقول قادة المخابرات إنهم أرسلوا معلومات عن ثروة مبارك، وهل تريدوننا أن نقتنع أن ثروة مبارك بعد ثلاثين عاماً فى الرئاسة قصر وفيلتان؟ هل يصدق ذلك عاقل؟ يا قومنا، ويا إخواننا فى الوطن، نستحلفكم بالله.. ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ هل تلوموننا لأننا سننزل يوم الخامس والعشرين من يناير القادم؟ اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق! 

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

وأنت الخصم والحكمُ!

المقال التالي

أحمد سبع الليل

منشورات ذات صلة
Total
0
Share