مشكلة أردوغان

المقالة منشورة بجريدة اليوم السابع 18 – 6 – 2013 

مشكلة أردوغان الثانية: أنه قد حسب على التيار الإسلامى بكل خيباته، وتدخل إقليميا فى ملفات شديدة الحساسية ضد قوى عظمى لا تحب أن يشاركها أحد فى مثل هذه الملفات. بإمكانك أن تتذكر ما حدث للسفينة مرمرة، وكيف أصرت تركيا على مواجهة إسرائيل وإغاثة غزة، وبإمكانك أن تنظر الآن إلى محاولات تركيا المضنية لتغيير الأوضاع فى سوريا من خلال نصرة القضية العادلة للشعب السورى، وذلك من خلال تحريك الملف دوليا، ومن خلال مخيمات اللاجئين التى تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.. مشكلة أردوغان أنه ينجح فى مثل هذه الملفات، مشكلته أنه يخرج من هذه المغامرات فائزا بشعبيته فى الداخل، وفائزا بمكانته ومكانة تركيا فى الخارج! مشكلة أردوغان الثالثة: أنه قد طالت فترة بقائه فى الحكم، فى عصر أصبح يمل من السياسيين، وفى زمن من أهم سماته السرعة.. إن أفضل تصرف يفعله أردوغان وحزب العدالة والتنمية هو أن يبدأ بإخراج قيادات الصف الثانى إلى النور، وأن تعلن القيادات الكبرى للحزب أنها سوف تفسح المجال لمن بعدهم.


بالنسبة لأردوغان سيكون من المناسب جدا أن يختم مسيرته بفترة رئاسية كرئيس للجمهورية التركية بعد زميل كفاحه عبدالله جول. إن ما حدث فى المدن التركية خلال الأسبوعين الماضيين لا يمكن النظر إليه إلا على أنه مجموعة احتجاجات ضد حكومة الأغلبية فى بلد ديمقراطى، ولا شك أن الحكومة ورئيسها قد واجهت هذه الاحتجاجات بارتباك، وفى أحيان بعنف غير مبرر.


أما الذين يصورون الأحداث على أنها ثورة أو «ربيع تركى»، فهؤلاء يبتذلون معنى الثورة، ويهينون الربيع العربى، ولا يعرفون الفارق بين الديمقراطية والاستبداد، وقد أعماهم الاستقطاب حتى أصبحوا لا يرون الفوارق الضخمة بين تركيا وسوريا، لذلك تراهم يلقون محاضرات الديمقراطية على الأتراك، ودماء شعوبهم لم تجف من على أيديهم بعد، يحاضرون الأتراك عن الحرية ودولهم ليست أكثر من سجن كبير!

Previous Article

فنجان قهوة

Next Article

أصاب العلماء وأخطأوا

Related Posts
Total
0
Share