مصر لن تركع

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 3-3-2012 م 

ثم جاءت الطائرة الأمريكية العسكرية، وحملت رعاياها المتهمين فى جناية أمام محكمة الجنايات المصرية سالمين غانمين إلى ديارهم، لا تثريب عليهم بما فعلوا، هتف هاتف فى سماء مطار القاهرة: اخرجوا من مصر إن شاء الله آمنين، اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم، واذهبوا إلى دياركم فى طول أمريكا وعرضها، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. 


وبعد أن حملت الطائرة العسكرية الأمريكية حمولتها، جلست أتذكر على كرسى من الجمر مشهدا محببا لكل المصريين للسيد رئيس الوزراء المصرى المبجل، الدكتور كمال الجنزورى وهو يصرخ كأنه أسد هصور: (مصر لن تركع)! 


يا سيادة رئيس الوزراء، أما زالت مصر لا تركع؟ أم أنك كنت تقصد بقولك ذاك أنها ساجدة على بيادة الجندى الأمريكى بفضل مسؤولين معينين مستخرجين من عهود الذل والفساد مثلك؟ وبعدها غفوت قليلا، ونظرت أمامى فإذا بالسيدة فايزة أبوالنجا تشدو قائلة: لقد أوصانى الرئيس مبارك بـ.. وأنا تعهدت أمام الرئيس مبارك بـ…، وبعد ذلك وجدتها كالأسد الهصور (برضك) تزمجر قائلة: (نحن لا نسمح لأمريكا بالتدخل فى الشؤون المصرية)! 


ليتكِ أمامى الآن يا ست فايزة، لكى تفسرى وتفلسفى ما حدث، أيتها الوزيرة الوطنية، أيتها الوزيرة التى يكرهها الأمريكان لأنها تحافظ على السيادة المصرية، يا ست فايزة هل سلم الشرف الرفيع من الأذى؟ أم أن إماطة الأذى عن الأمريكان صدقة؟. 

ثم استرسلتُ فى الغواية، وتذكرت السيد وزير العدل، ووزير الداخلية، والسيد مصطفى بكرى، والسادة أعضاء المجلس العسكرى، وهم يكيلون الاتهامات لكل من قام بأى دور فى الثورة بأنه ممول من الخارج، وبأن ولاءه لكل الجهات غربيها أو شرقيها..! 

الآن حصحص الحق، زمع إقلاع الطائرة العسكرية الأمريكية بهت الذى كفر! بأى إفك ستنطقون اليوم؟ أرونا ماذا عندكم من المبررات يا من تخافون أمريكا ولا تختشون من الشعب المصرى. 


والله الذى لا إله إلا هو إن التدخل فى عمل القضاء لهو أسوأ من قتل الناس، وإن من قام بذلك سيحاسب حسابا عسيراً، وكل من سيساعد ويتستر على هذه (الصفقة) سيدخل مُدخل إفك إلى إحدى اثنتين، إما إلى زنزانة فى طرة، أو إلى صندوق قمامة التاريخ.  

يا معشر المصريين..  آن أوان أن يخرس كثير ممن ينطقون باسمكم، لأنهم أقذر وأذل من أن يتحدثوا باسمكم، وآن أوان الحساب العسير، لأن هذه الفدية لا تصح بعد أن دخل القضاء فى الأمر. 


نريد أن نعرف ما الثمن؟ نريد أن نفهم ما الذى حدث فى أمر الأسارى الذين افتدتهم أمريكا؟ وإذا لم نفهم، فأبشروا بإحدى اثنتين، والأيام بيننا..!

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

إنه عبدالمنعم أبوالفتوح

المقال التالي

أخى ضابط الشرطة لا تصدقهم «1-2»!

منشورات ذات صلة
Total
0
Share