مجاعة فى الصومال

مرت الصومال والقرن الأفريقى بمجاعة سببها قلة الأمطار فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى، وكانت تلك المجاعة سببا من أسباب توتر العلاقات المصرية الأفريقية فيما بعد. 


لولا السد العالى لحدثت مجاعة أشد فى مصر، ولكن الله سلم، فقد وفـَّرَ السد احتياجات مصر طوال عقد الثمانينيات دون أن نشعر بأى نقص فى إمدادات مياه الشرب أو الرى، ولكن ما حدث فى أفريقيا كان مجاعة بكل ما تحمله الكلمة من قسوة. 


كيف توترت علاقاتنا مع أفريقيا بسبب هذه المجاعة؟ لقد غضب منا إخواننا الأفارقة لأنهم كانوا يتوقعون منا العون، ولكن الدولة المصرية بقيادة الرئيس المخلوع حسنى مبارك صعّرت خدها لهؤلاء الفقراء الجوعى، ولم تمد يدها لهم بأى مدد. 


لم ينس القوم هذا الأمر، وظلت فى حلوقهم غصة تجاه مصر، وحين دعاهم من دعاهم إلى إقامة سدود على منابع النيل، لم يترددوا لحظة واحدة، وحين دعاهم من دعاهم إلى إقامة اتفاقيات جديدة تتعلق بحصص المياه فى نهر النيل، لم يروا فى ذلك أى حرج، وحين دعاهم من دعاهم لإقامة بعض التحالفات الاستراتيجية أو العسكرية، رحبوا كل الترحيب، وكان ذلك طبيعيا جدا، خصوصا بعد محاولة اغتيال مبارك الفاشلة فى أديس أبابا، فقد أصبح سلوك الدولة المصرية تجاههم سلوكا عدائيا متكبرا، كان الرئيس الأفريقى إذا أتى للقاهرة يعامل معاملة مهينة، حتى إن رئاسة الجمهورية كانت تبخل على زوجات الرؤساء الأفارقة بسيارة مع سائق، لكى تشاهد السيدة معالم القاهرة، وتتسوق. 

قارن ذلك بما فعله مبارك مع ساركوزى، وصديقته! 

إننا مطالبون الآن بمد يد العون للصومال ولدول القرن الأفريقى التى تمر بمجاعة مهلكة فى هذه اللحظات، وليس ذلك منة منا، بل هو دفاع عن مصالحنا الاستراتيجية التى ضاعت بفضل بعض الخونة. 


المطالب بمد يد العون لأفريقيا هو الدولة أولا، بكل ما فيها من هيئات ومؤسسات، وإذا تأخرنا فى ذلك، فسنعطش نحن. وكما تدين تدان.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق
Video featured image

عبدالرحمن يوسف يتحدث عن شهيد العباسية محمد محسن

المقال التالي

الشيخان

منشورات ذات صلة
Total
0
Share