قسوة القلب

استغربت حين جائتنى بعض ردود الأفعال على مقالتى التى كانت بعنوان «فى رقبة المحرضين».  


كانت المقالة سردا لقصة الشهيد محمد محسن الذى قتل فى مظاهرة العباسية، وكيف أنه مات لأن الشرطة العسكرية منعته من الخروج من الكردون الذى صنعته، بعد أن أصيب فى رأسه، وبعد أن سُمِحَ له بالخروج بعد ساعتين من النزيف المتواصل، لم يجد مستشفى يستقبله، وكان مصيره فى النهاية أن دخل فى غيبوبة بسبب «طوبة» سببت له نزيفا فى المخ.  


هؤلاء الشباب لم يكونوا بلطجية، وإلا لما أمكن القضاء عليهم بهذه السهولة! 

كما أن حملة التحريض على من اشترك فى هذه المسيرة، خلقت تيارا معاديا لهؤلاء الشباب المسالمين، الذين لم يجد من يقف ضدهم أى مشكلة فى قتلهم ببعض الحجارة، فهم لم يكونوا مسلحين، ولم يكونوا يحملون سوى بعض اللافتات، ولم يكن لهم من هدف سوى أن يقفوا أمام المجلس العسكرى حاملين هذه اللافتات.  

ما استغربته هو تلك القسوة التى تريد تحميل هؤلاء الشباب خطايا الدنيا والآخرة، وتحميلهم مسؤولية كل مشاكل مصر، ومحاولة التشكيك فى وطنيتهم، وهم من أنقى الناس.  


جاءتنى بعض الرسائل التى تركز على أن التحرك للعباسية كان خطأ، وأنا أضم صوتى لهؤلاء، وأخبرت كل من اتصل بى من هؤلاء الشباب، أن هذه المسيرة ليست عملا حكيما، بل هى خطأ.  

ولكن ذلك لا يعطينا الحق فى قتل شباب طاهر يحب مصر، هؤلاء الذين تركوا كل غال ونفيس من أجل مصر، وليس لهم أى مصالح شخصية، اللهم إلا أن تتقدم مصر، وأن تصبح بلدا يتسع لكل المصريين، بدلا من أن نعيش فى ظل وجهة نظر واحدة، ومن يخرج عنها، يحل سفك دمه! 


إلى كل المعاتبين واللائمين: لقد قتل شاب مصرى أصيل، يحب هذا البلد، وقتل بدم بارد، وبدون أى إحساس بالذنب، ثم تريدوننى أن ألوم القتيل؟ سؤال صريح لكل المعاتبين واللائمين: ما كل هذه القسوة التى فى قلوبكم؟

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

لا ترحموا وضيع قوم أذل..!

المقال التالي

قانون الغدر

منشورات ذات صلة
Total
0
Share