أمل جديد… مصر القوية

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 8-11-2012 م 

أمل جديد لمصر، حزب «مصر القوية» بقيادة السياسى المخضرم، والزعيم الوطنى المخلص الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح. أمل جديد لأن بعض شباب الثورة قد تسلل إلى قلبه اليأس، وأصبح يشعر أنه يحرث فى البحر، وأن العجائز قد اختطفوا إنجازات جيل الشباب، فبعد أن قاموا بالثورة، احتل العجائز الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، واحتلوا مقاعد البرلمان، واحتلوا أغلب الحقائب الوزارية، وأغلب مناصب المحافظين، وظل الشباب خارج الصورة، يتفرجون كيف يتم ترتيب الأمور «على قديمه»، بنفس ضيق أفق العجائز، وبنفس الأفكار القديمة المستهلكة التى أدت إلى كوارث قامت من أجل إزالتها ثورة عظيمة. 


حزب «مصر القوية» يعتبر أهم محاولة لتمكين الشباب من القيادة، وهو من أكثر التجارب نضجا فى صناعة الكوادر وتدريبها لكى تصبح زعامات سياسية بعد ممارسة حقيقية على الأرض. كان من الواضح لكل من تعامل مع حملة عبدالمنعم أبوالفتوح فى الانتخابات الرئاسية أن هذه الحملة لن تكون نهاية المطاف، وكان من الواضح أن شباب مصر القوية لن يقبلوا بالمشاهدة فقط، وأنهم سوف يكملون طريق البناء بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، وها هم قد فعلوها. حزب «مصر القوية» «شأن حملة أبوالفتوح»، حزب جامع لكل المعتدلين من سائر الأفكار، فهو حزب لا يقصى أى تيار، ولكن يقصى طريقة فى تفكير معينة. 


إذا كنت تنتمى لأى فكر فستجد لك مكانا فى هذا الحزب، ولكن… إذا كنت متطرفا فلن تجد أى مرحب بك داخل الحزب! لا يهم إلى أى جهة ستتطرف، إلى اليمين أم إلى اليسار، المهم أن التطرف لا مكان له فى «مصر القوية»، فأعضاؤه يحترمون جميع الأفكار الموجودة على الساحة، والحزب بأغلبيته الشبابية قادر على تجاوز الخلافات الأيديولوجية، وقادر على الحوار حتى مع المتطرفين، ولكنه لا يسمح بأن يسرقه أى تيار إلى أقصى اليمين أو إلى أقصى اليسار.


 لقد كانت مصر، ومازالت، بلدا وسطيا، ينبذ الإفراط ويكره التفريط، ولا يقبل أن يساق إلى التنطع باسم الله. لذلك أرى أن فرص نجاح وانتشار حزب مصر القوية أكبر من فرص كثير من الأحزاب الأخرى التى بنت برامجها ووجودها كله على حالة الاستقطاب التى تمزق المجتمع المصرى حاليا، وهى حالة عارضة، ستزول فى زمن قصير. مبروك لمصر وللمصريين حزب «مصر القوية»، ونتمنى التوفيق لكل الشباب الذى يحاول أن يبنى هذا البلد بالعمل السياسى فى سائر الأحزاب الجادة.

المقال السابق

وحشتنا يا ريس!

المقال التالي

عمال وفلاحون مع المستشار الغريانى

منشورات ذات صلة
Total
0
Share