نصيحة صادقة وسط سيل النفاق

المقالة منشورة بجريدة اليوم السابع بتاريخ 3-7-2013

هذه مقالة كتبتها منذ أكثر من عام، ونشرت فى هذه الزاوية فى 27 يونيو 2012.. أعيد نشرها اليوم لكى أذكر الجميع أننى كنت ممن حذروا قيادات اﻹخوان من هذه اللحظة الصعبة التى وصلنا إليها بفضل أنانيتهم بالدرجة اﻷولى: بدأت شياطين الإعلام فى تملق الإخوان المسلمين، وبدأ كل من كان يسن أنيابه للنهش فى الجماعة بالتودد لها، وبمسح «جوخ» الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى. الكل كان يجهز نفسه للانقضاض على الإخوان بعد إعلان شفيق رئيسا، ولكن بعد أن أعلنت النتيجة بفوز مرسى، وجدنا مذيعين راسخين فى نفاق مبارك يتغزلون فى جمال حزب الحرية والعدالة، وجمال الرئيس المنتخب، وجمال الديمقراطية! 


وجدنا معلقين رياضيين يزايدون على الثوار، ويمدحون ميدان التحرير بمعلقات من النثر الركيك، وغير ذلك من مساخر الزمن الذى نعيش فيه، ونرى فيه غرائب النفاق والمنافقين، وعجائب التلون والمتلونين.
فى وسط سيل النفاق ذاك أحب أن أتوجه بنصيحة صادقة من قلبى، لا أبغى بها إلا وجه الله، لجماعة الإخوان المسلمين.


خلاصة ما أريد أن أقوله للإخوان:

لقد ارتكبتم خلال الشهور المنصرمة كثيرا من الأخطاء الفادحة، وليس معنى أن الله سلم ألا تراجعوا أنفسكم. الجماعة كانت تركب قطارا سريعا، وقيادة الجماعة انطلقت به على القضبان بأقصى سرعة، وسارت فى منحنيات شديدة الخطورة بسرعة جنونية كانت من الممكن أن تؤدى إلى انقلاب القطار، ووقوعه فى واد سحيق لا قرار له. اليوم.. تجاوز القطار هذه المنحنيات، وأول شىء ينبغى عمله هو محاسبة السائق!


إن من يجلس فى مقصورة قيادة الإخوان المسلمين ليس مؤهلا لهذه اللحظة الحرجة التى يجتازها القطار، ويكفى أن نقول إن قطار الإخوان كان سينقلب فى نفس المنعطف الذى انقلب فيه فى عام 1954، ولا أبالغ إذا قلت إن القطار ما زال معرضا للانقلاب! أنا لا أشكك فى أمانة أحد، بل أتحدث عن الكفاءة السياسية، لذلك أدعو الجماعة لاختيار الأصلح لهذه المرحلة، والجماعة زاخرة بالكفاءات، والقيادة الحالية – ولها كل الشكر – اجتازت عصر الاستبداد بكفاءة، وليس شرطا أن تكون هى القيادة المناسبة للمرحلة القادمة.


قد أخسر بعض الأصدقاء فى الجماعة، وقد تغضب منى قيادات الجماعة، وقد يبالغ البعض فى تطرفه ولدده فى الخصومة ويعتبرنى من خصوم المشروع الإسلامى، ولكن الحقيقة أننى لا هدف لى سوى الصالح العام لهذا البلد العظيم، لأن تصرفات الإخوان – شئنا أم أبينا – تنعكس على الجميع، ويدفع ثمنها الجميع.

اللهم إنى قد بلغت، اللهم فاشهد.
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

المقال السابق

حبًا فى مصر .. أم كرهًا فى الإخوان؟

المقال التالي

تحضير العفاريت

منشورات ذات صلة
Total
0
Share