قصة غريبة

المقالة منشورة بجريدة اليوم السابع 30 – 5 – 2013

قلت: الغالبية التى تتحدث عنها فى تشاور مستمر لكى يقوموا بإعداد قوائم مستقلين أو ليترشحوا على المقاعد الفردية، بحيث يضمنون كراسيهم، دون إحراج أحزابهم، وبالتالى يكون بعض الحواة قد ضمن الحسنيين، فهم موجودون فى البرلمان، ولكنهم يزايدون على الآخرين لأنهم قاطعوا، فيقولون لقد قاطعنا، وإذا قيل لهم ولكن فلانا دخل البرلمان وهو منكم، يكون الرد جاهزا… لقد تصرف تصرفا فرديا لا علاقة لنا به! قال لى صاحبى: المقاطعة واجب وطنى، ومن يشارك خائن للوطن والأمة والثورة. انتهى الحوار وكل منا مصرٌّ على رأيه، ثم التقينا منذ أيام، فقال لى: سأترشح للانتخابات البرلمانية.

قلت له: وتخون الوطن والأمة والثورة؟ ابتسم ثم قال: المقاطعة ليست فى صالح الوطن، وفرصنا كبيرة جدا إذا اتحدنا أمام الإخوان، خصوصا أن شعبيتهم قد انهارت، وليس من الحكمة أن ننسحب الآن.

قلت له وأنا أكاد ألطم: هذا ما قلته لك منذ شهرين وقلت لى حينها إننى إنسان انتهازى، وإننى قد بعت الثورة، وخنت الأمة والوطن! ابتسم ثم قال: الوضع على الأرض تغير، ألا تلاحظ أن الإخوان لا يريدون للانتخابات أن تبدأ، ويماطل مجلس شوراهم فى قانون الدوائر، وقانون مباشرة الحقوق السياسية، بحيث يستمر الوضع الحالى لأطول فترة ممكنة، ونظل دولة بلا برلمان، وهم يشرعون على مزاجهم. قلت له: هذا كلامى، وكان ردك إن قبول دخول الانتخابات بهذه المنظومة معناه أننى أحمق، أو أننى قد عقدت صفقة مع الإخوان، هذا ما قلته لى حرفيا! نظر إلىَّ بلا مبالاة ثم قال: إنها السياسة

قلت له: بالضبط… إنها السياسة، لذلك لا تكذب على نفسك وعلى الناس وتصور مواقفك السياسية وكأنها مواقف وطنية من يخرج عنها يصبح خائنا للأمة والثورة. خلاصة الأمر… على كل من خوّن من أعلن ترشحه فى الانتخابات منذ شهرين أن يستحى قليلا، أو أن يعترف بأنه خروف!

المقال السابق

تصويت الشرطة والجيش

المقال التالي

جرأة النشر فى زمن الصحافة الحرام

منشورات ذات صلة
Total
0
Share