فى رقبة المحرضين

 توفى إلى رحمة الله الشاب محمد محسن، شاب مصرى من صعيد مصر، لم يكمل الرابعة والعشرين من عمره. 


عرفته خلال الفترة التى تشرفت فيها بتولى مسؤولية الحملة الشعبية لدعم البرادعى ومطالب التغيير، وكان محمد من الأعضاء الناشطين فى صعيد مصر. 


كان كتلة من الحماس، والعطاء، والوعى. كان أهم ما يميز ناشطى الصعيد أنهم يملكون عزيمة قوية، لأنهم يسبحون ضد تيار جارف من التأييد للحكومة (أى حكومة)، وللرئيس (أى رئيس)، وهذا (سلو بلدهم) كما يقولون، لذلك كان محمد ورفاقه من ناشطى قنا وأسيوط وأسوان من خيرة شباب مصر بلا مبالغة أو مجاملة. 


استشهد محمد منذ عدة أيام بعد أن قذف بحجر كبير فى رأسه فى أحداث ما سمى بـ(موقعة العباسية)، وظل ينزف عدة ساعات، ومعه مجموعة من الشباب يحاولون إقناع الشرطة العسكرية بشتى الطرق أن يفتحوا لهم طريقا للمستشفى، ولكن هيهات. 


لقد حرض المجلس أهالى العباسية ضد هؤلاء المتظاهرين السلميين، وهناك من تبرع بتأجير البلطجية لكى ينتقموا منهم، وكانت الحلقة الأخيرة فى جريمة القتل المتكاملة، أن منعت الشرطة العسكرية خروج محمد لكى يتم إسعافه. 


رقد محمد فى غيبوبته عدة أيام، ثم رحل إلى جنة الخلد بإذن الله. دم هذا الشاب المصرى الأصيل فى رقبة المجلس العسكرى أولا، وفى رقبة الإعلام الحكومى الذى حرض على هؤلاء المتظاهرين تحريضا إجراميا سافرا سافلا. 


قد يكون هؤلاء الشباب مخطئين فى تحركهم، ولكن هذا الخطأ لا يمكن أن يكون عقابه القتل. 

مات محمد، وكان من أواخر ما قاله: (هو فى أحلى من دى موته)! سنلتقى يوم القيامة، وسيدلى كل بشهادته، ومن يدرى، لعلنا ندلى بشهاداتنا فى محكمة ما، فى الدنيا…! لا أحد يضمن ما سيحدث…! 

رحم الله كل شهداء مصر، واللعنة على كل من يحرض ضد من يطلب الحرية.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

الجرد قبل الحساب

المقال التالي
Video featured image

عبدالرحمن يوسف يتحدث عن شهيد العباسية محمد محسن

منشورات ذات صلة
Total
0
Share