شماتة فى مصر

المقالة منشورة بجريدة اليوم السابع 3 – 6 – 2013

نفس الأمر لاحظته فى أزمة سد النهضة الإثيوبى، وكأن البعض فرح بهذه المصيبة لكى يشمت فى الرئيس وجماعته، ويبالغوا فى تحميل المسؤولية للمسؤولين الحاليين، وكأن هذه المصيبة لم تحدث إلا بالأمس، وكأننا لم نرث هذا الملف جثة هامدة بعد أن بدأ العبث به من أيام السادات مروراً بعصر المخلوع، وانتهاء بعهد المجلس العسكرى الميمون، وأخيراً بعهد الرئيس العاجز محمد مرسى! سيعتبر البعض هذه المقالة دفاعاً عن الإخوان، ولكن الحقيقة التى لا يراها من أعمته ظلمات الاستقطاب أن كلامى لا هدف له سوى إخراج الثوابت الوطنية والقضايا الكبرى من مزاد الاستقطاب الذى يكاد يودى بالدولة ومؤسساتها، وبعلاقات الناس مع بعضهم. خطف الجنود المصريين وتوريط الجيش فى عملية عسكرية فى سيناء ليس أمراً خاضعاً لحماقات السياسيين، بل هو أمر شديد الخطورة، وهو أمر ينبغى أن يبتعد به الجميع عن جو الاستقطاب المقيت. وكذلك علاقاتنا بإفريقيا، وقرع طبول الحرب مع الدول الأخرى، كل هذه الملفات الحساسة لا يجوز لأى وطنى محترم يحب هذا البلد أن يرميها على طاولة قمار الفضائيات المفتوحة لكل من هب ودب كل ليلة، لأن شحن الرأى العام بهذه الأفكار لتحقيق مكسب انتخابى أو لإحراج طرف ما فى السلطة قد يؤدى بالدولة المصرية كلها إلى مستنقع يدفع ثمنه الجميع.

لو ختمت كلامى بأن الشماتة خلق وضيع ستكون خاتمة جيدة، ولكنى أحب أن أختم بأن الشماتة بحرق الأوطان.. خيانة، وكل من يشمت فى خصمه فى مثل هذه القضايا الكبرى، إنما هو فى حقيقة الأمر يشمت فى مصر! عاشت مصر للمصريين وبالمصريين..

المقال السابق

جرأة النشر فى زمن الصحافة الحرام

المقال التالي

مشروع تخرج

منشورات ذات صلة
Total
0
Share