رئيس توافقى

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 26-2-2012 م  

أصبحت كلمة «رئيس توافقى» كلمة مثيرة للشبهات، وأنا أرى نفسى مضطرا لتوضيح موقفى منها لأننى أول من نطق بهذه الكلمة فى مصر، وكان ذلك فى نوفمبر 2009، فى مقالة شهيرة نشرت فى جريدة صوت الأمة بعنوان «البرادعى رئيسا.. لماذا؟ وكيف؟» وقد دعوت المعارضة المصرية حينها أن تتفق على مرشح واحد، وأن نحشد من خلفه المصريين، وأن ننحى خلافاتنا جانبا، وأن نتوافق على دعم هذا المرشح، واقترحت اسم الدكتور محمد البرادعى، وذلك من أجل الانتصار على خطة التوريث، وبدأت عجلة الأحداث بالدوران حتى قامت الثورة. 


فى تلك الفترة، وفى ذلك السياق كانت فكرة يقبلها الجميع، ولا يشكك فيها أحد، أما الآن فالوضع مختلف تماما، والحقيقة أنه لا عيب فى كلمة «رئيس توافقى»، ولكن العيب فى نوع التوافق المطلوب. 


بمعنى آخر، إذا كان المطلوب أن يتوافق أهل الحق وأهل الباطل على مرشح، فهذا أمر لا نقبله، أما التوافق بين أهل الحق على مرشح يواجهون به مرشح أهل الباطل، فهذا فرض على كل المحترمين فى هذا البلد. 

إن من أكبر الواجبات فى الفترة القادمة أن يتفق الوطنيون على مرشح واحد، الوطنيون الذين يؤمنون بهذه الثورة، الوطنيون الذين يعرفون جيدا ما يهدد هذه الأمة من أخطار، ويعرفون كيف أن هذه المسيرة من الممكن أن تتعطل عدة سنوات بسبب رئيس «توافقى» بين أهل الباطل، ثم يجر أهل الحق لتأييده على مذهب أهون الشرين! 

هناك مجموعة من الشباب أتشرف بأن أكون واحدا منهم يحاولون توحيد الجهود فى هذا الإطار، بحيث يقف الشرفاء من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين خلف مرشح مخلص لهذا البلد، يملك فرصة فى الفوز، ويستطيع أن يقود السفينة «بمعاونة فريق من المعاونين الوطنيين فى الوزارات المختلفة» بحيث تصل مصر إلى بر الأمان الذى ننشده جميعا، ألا وهو أن تصبح مصر دولة مدنية ديمقراطية حقيقية، بدلا من أن تستمر «عزبة» لأى مجموعة من الأفراد أو ملكا لمؤسسة معينة. 

أكبر ما يواجه هذه المجموعة الآن هو إحراج بعض المرشحين أمام مؤيديهم، وهو أمر نتفهمه جيدا، ولكن مصلحة الوطن الآن أكبر وأهم. 

إن تفتيت الأصوات بين الكثير من المرشحين الذين يحملون نفس الأفكار قد يؤدى إلى انتصار الفلول وأعداء الثورة، وحينها سيخسر الجميع، وسوف يحاسبنا التاريخ. 

أتمنى من كل أنصار المرشحين أن يدركوا الأحجام الحقيقية فى الشارع لكل مرشح، وأن يتفق الجميع على رئيس توافقى، والرئيس التوافقى هنا هو من يتفق عليه أهل الحق، لا أهل الباطل! 


فإذا سألنى سائل: من هم أهل الحق؟، سأرد عليه: هم من يحبون هذا البلد، ومن يستطيعون أن ينتشلوه من أزمته، وتاريخهم يشهد.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

العدو الأكبر

المقال التالي

لحى وصلبان (1-2)

منشورات ذات صلة
Total
0
Share