طبعاً سيقول الإخوان : الإسلام هو الحل …!
وسيقول الليبراليون ( بغض النظر عن معنى الليبرالية ) : الليبرالية هي الحل !
وسيقول اليساريون ( مهما كان اليسار مهمشاً ) : الالتحام بالجماهير هو الحل …!
وسيقول علاء الأسواني : الديمقراطية هي الحل !
وأنا … مع علاء الأسواني …!
ولكن ما معنى الديمقراطية ؟
الديمقراطية – في رأيي – بدون أي تعريفات علمية ، وبدون أي تفلسف وتشدق و تعالم تعني : انتخابات حرة نزيهة !
وهذا يقودنا إلى سؤال آخر : ما معني الانتخابات الحرة النزيهة ؟
فالبعض – للأسف – يعرفها بأنها عملية إحصائية تعتمد على القدرة على عد أوراق داخل صناديق بشكل سليم !
كلا … الانتخابات عملية أكثر تعقيداً من ذلك …
الانتخابات النزيهة تعتمد على إجابتنا على ثلاثة أسئلة :
السؤال الأول : مَنْ يَنْتَخِب ؟
بمعنى من يحق له أن يُقَيَّدَ في الجداول الانتخابية …
والإجابة الأنموذجية على هذا السؤال : كل من بلغ سن الثامنة عشرة من المصريين يحق ويجب عليه أن ينتخب ، دون تفرقة بين مواطن ومواطن ، بسبب الدين أو الجنس أو العرق ، ولا يستثني من ذلك أي مواطن ( الاستثناءات محدودة جداً )
طبعاً لست محتاجاً أن أذكر بأن الأموات لا يدلون بأصواتهم !
السؤال الثاني : مَنْ يَتَرَشَّح ؟
والإجابة الأ نموذجية هنا : من حق كل مصري بلغ سنا معينة ( الثلاثين مثلاً ) أن يترشح دون قيد أو شرط ، مستقلاً أو في حزب …الخ !
وهنا لا استثناءات إلا بحدود في غاية الضيق أيضا ، مثل من ارتكب جرائم معينة (ولا ينبغي التوسع في هذا الأمر ) .
إذن … من حق جميع المصريين أن ينتخبوا ، ومن حق جميع المصريين أن يترشحوا والفيصل هو الشعب .
السؤال الثالث : كيف نـُجْري انتخابات ؟
والإجابة الأنمودجية هنا :
لا بد لكي تجرى انتخابات نزيهة من وجود أمرين :
الأمر الأول : الحرية … حرية تكوين الأحزاب ، وحرية إقامة المؤتمرات الانتخابية ، وحرية الحركة بين الجماهير ،وحرية إنشاء الصحف لعرض وجهات النظر السياسية والتواصل مع الناس ، وحرية إقامة محطات التلفزة ، وحرية نقد جميع المسؤولين … الخ
الأمر الثاني : حصانة من يشرف على إجرائها ونزاهته … وذلك بأن يكون المشرف قاضياً، أو أن يكون تابعاً لهيئة ذات حصانة مهمتها أن تشرف على الانتخابات بداية من القيد في الجداول وانتهاءاً بإعلان النتائج (مثل الهند) ، وهذه الهيئة لا تتبع أحداً ، ولا يحق حتى لرئيس الدولة أن يراجع قراراتها أو أن يعين أو يقيل أي أحد فيها …!
هذه الهيئة كلها بالانتخاب من حقها أن تلغي الانتخابات ، أو أن تعيدها في بعض المناطق أو كل المناطق إذا ثبت التزوير ، ومن حقها أن تلجأ لمن شاءت للإشراف على الانتخابات …!
خلاصة الكلام : من حق جميع المصريين أن ينتخبوا ، ومن حق جميع المصريين أن يترشحوا ، والانتخابات لا بد أن تجري في جو من الحرية الكاملة وفي ضوء حصانة كاملة للهيئة المنتخبة التي تشرف عليها .
بقى سؤال أخير : ماذا لو جرت انتخابات نزيهة في مصر
ماذا سيحدث ؟
هذا ما ساعرضه الأسبوع القادم بإذن الله …
* * *
هامش : أعلن الكيان المسمى بالحزب الوطني الديمقراطي عن حوار مع المدعو جمال مبارك ، و أنا بدوري أرسلت هذا السؤال : هل تدرك كم أنت تافه ؟
هل تدرك – رغم تفاهتك – كم أنت مكروه ؟
عبدالرحمن يوسف
7/8/2009