الأيام الصعبة

المقال منشور بجريدة اليوم السابع22-4-2013


نحن مقبلون على أيام صعبة، صعبة جدا، بل شديدة الصعوبة..! لقد تأجلت مواضيع كثيرة، وسُوِّفَتْ معارك ومشاكل لكى لا تنفجر فى وجه الجميع، ولكن ها هى لحظة الحقيقة قد اقتربت، وستكون مصر مجبرة على عبور هذه الاختبارات الصعبة، ونسأل الله أن تمر هذه الأيام على خير. ليست المشكلة فى انتخابات الرئاسة، أو فى الدستور الذى سيكتب، أو حتى فى الحكم الذى سيصدر على الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ولكن المشكلة الحقيقية أن المجتمع اليوم تشرذم بما لا يمكنه من التوحد لمجابهة أى تحد كبير. 


إن ما فعله المجلس العسكرى يجعل جزءا كبيرا من الشعب ينظر إليه على أنه مجلس قيادة الثورة المضادة، وما فعله التيار الإسلامى من سلسلة من التصرفات التى تجمع بين العجز والمهادنة والبراجماتية جعلت جزءا كبيرا من الشعب ينظر إليه على أنه غير أهل للثقة، أما التيارات الأخرى فلم تقدم شيئا للناس لكى تكتسب ثقتها من الأصل، وأما رموز المجتمع فقد دخل غالبيتها إلى ما أسميته من قبل «محرقة الرموز».


لا حل أمام الجميع اليوم سوى أن يذيبوا الخلافات التى بينهم، وأن يعودوا إلى حالة من الوفاق تمكنهم إذا ادلهم الأمر أن يقفوا سويا فى معركة واحدة، دون أن يَخُونَ أو يُخَوِّنَ أحدُهم الآخر. وإذا كانت إذابة الخلاف مع المجلس العسكرى أمرا مستحيلا، فهى ليست كذلك بين التيارات السياسية المختلفة، لذلك أقول إن إعادة ترميم العلاقة بين التيار الإسلامى وبين التيارات الأخرى أمر واجب، وخيرهما الذى يبدأ بالسلام، والواجب أن يبدأ الإسلاميون، لأنهم الأكبر، ولأن البادئ أظلم! ستمر مصر بعدة اختبارات كبيرة من الممكن أن تغرق السفينة، وعلى الجميع أن يدرك أن غرق السفينة سيكون كارثة على الجميع.
نسأل الله السلامة.


نشرت هذه المقالة فى هذه الزاوية بتاريخ 27 مارس 2012.. وأنشرها اليوم لأن فيها بعض الفائدة، صحيح أن الخلافات قد ازدادت بين أبناء الوطن الواحد، ومواضع الشك والثقة قد تغيرت بين أطراف المعادلة، ولكننا ما زلنا فى الأيام الصعبة، وما زلنا فى حالة التشرذم التى يتعذر معها أن تخوض الأمة أى تحديات كبيرة.

المقال السابق

لَــــوْ...

المقال التالي

الرئيس المصرى السابق

منشورات ذات صلة
Total
0
Share