إفك وجهل

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 24-11-2011 م   

من أسوأ ما حدث خلال اليومين الماضيين محاولة إلصاق تهمة محاولة اقتحام مبنى وزارة الداخلية بالمعتصمين السلميين فى ميدان التحرير، وقد ساهم فى نشر تلك التهمة بعض الكتاب الذين يعدهم الناس كتابا كبارا، وبعض الإعلاميين الذين يعدهم الناس إعلاميين لامعين، ونظرا لوجودى فى الميدان منذ بداية الأحداث تقريبا، فإنى أقول لكل كاتب وإعلامى نشر هذه المعلومات الخاطئة إنك إما جاهل أو أفاق!


غالبية من كتب ونشر هذا الكلام لا يستطيع دخول الميدان أصلا، بل لا يجرؤ على الاقتراب من الميدان، إما لأنه يخاف، وإما لأنه سيطرد منه شر طردة، وكان من الواجب أن يتحرى هؤلاء السادة قبل أن يفتروا على أنقى وأطهر شباب مصر.


 
إن ما يحدث فى ميدان التحرير الآن وفى شارع محمد محمود بالتحديد هو محاولة لحماية الميدان من اقتحام قوات الأمن، لأن ترك هذا الشارع لهم يؤدى إلى اقتراب قوات الأمن وإطلاق الغازات المسيلة للدموع بمنتهى الخسة والنذالة، ولا يقولن أحد إن ذلك لا يحدث لأن اقتحامين قد حدثا من هذا الشارع الذى يؤدى إلى مبنى وزارة الداخلية، ولا يقولن أحد إن الشرطة لا تستخدم العنف بعد أن صورت كاميرات العالم عنف الشرطة بالصوت والصورة، وبعد أن تم تصوير إلقاء الشهداء فى الزبالة!

من العيب على أى كاتب أن يكتب فى مكتبه المكيف عن هذه الأحداث وهو غير متأكد، ومن العار على أى كاتب أو إعلامى أن يكون مخلب قط عند من يرغب، أو أن يتبنى الترويج لوجهة نظر وزارة داخلية لا تعرف معنى حقوق المواطن المصرى، ولا تعرف إلى الاحترام سبيلا.


 
إننى أقول هذه الكلمة أمام التاريخ، وأمام جميع الناس بصفتى شاهد عيان موجودا فى أغلب الأحداث، وتحدثت مع المئات من الشباب الذين وقفوا بمنتهى البطولة بصدور عارية أمام آلة قمع لا ترحم، ولا هدف لهم سوى حماية المعتصمين فى الميدان.


ملحوظة: خطاب المشير طنطاوى لحظة فاصلة، ومن الواضح أنه لا «ينتوى» الترشح للرئاسة، فليبدأ الجميع العد التنازلى!

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

طالت العصا

المقال التالي

عبدالرحمن يوسف ضيف دينا عبدالرحمن بقناة التحرير للتعليق على حظر نشر مقالاته بالأهرام .

منشورات ذات صلة
Total
0
Share