أخي الحبيب يحيى حسين :

المقال منشور بموقع مصر العربية بتاريخ 9-4-2014 م

كتب المهندس يحيى حسين عبدالهادي أخي الكبير وصديقي العزيز مقالة في جريدة اليوم السابع يوم الإثنين الماضي (7إبريل 2014)، عنوانها (أخي الحبيب عبدالرحمن يوسف)

ولا بد لأي قارئ لكي يفهم مقالتي من أن يقرأ مقالة يحيى حسين كاملة، وهذا هو رابطها :
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1600777#.U0PJxPmSy4l

مدحني المهندس يحيى حسين مدحا عظيما، أتمنى أن أكون مستحقا له، ولكنه دخل في دهاليز الوضع السياسي المعقد في مصر، وأثار كثيرا من الأسئلة التي تدعوني إلى التفاعل مع مقالته، وتوضيح ما أراه يحتاج إلى توضيح.

وسبب تفاعلي مع مقالته هو أن من أثار الأسئلة رجل محترم له تاريخه الوطني المشرف، رجل قال للظالم يا ظالم، في الوقت الذي كان فيه كل من هم مثله يرقصون للقرد في دولته، لذلك سأرد لأن الأسئلة تستحق، وجاءت ممن يحب هذا الوطن، بعكس البذاءات التي أطلقها من لا يستحق الرد من نوعيات أخرى من الذين يزعمون أنهم كتاب.

أخي الحبيب يحيى …

كنت أزورك قبل خروجك على المعاش في مكتبك بمركز إعداد القادة، وأرى على مكتبك لافتة عليها قولة عمر بن الخطاب (ماذا تقول لربك غدا؟).

هذا السؤال الذي تعلمته منك أسأله لنفسي كل يوم، ماذا أقول لربي غدا في شأن آلاف القتلى الذين سقطوا خلال هذا العهد الأسود؟ ماذا أقول لربي في شأن التحرش والاعتداءات الجنسية على البنات والسيدات في سجون الانقلاب؟ ماذا أقول لربي في شأن آلاف الأسر التي لا تجد قوت يومها بسبب اعتقال عائلها بتهمة التظاهر وأحيانا بالشبهة أو بسبب هربه من الاعتقال؟

هل سأقول له (رضينا بقتلهم وبهتك أعراضهم وبتشريد أسرهم من أجل الحفاظ على الدولة؟)

أهذه هي البقرة المقدسة التي أحاجج بها ربي؟

يا أخي الحبيب … هل حافظنا على الدولة حقا؟
 
مؤسسات الدولة تتحطم بعصا نظام عسكري فاشيستي كل يوم، ويحاول البعض جعل القوات المسلحة كقوات مكافحة شغب، وأصبحنا اليوم نعرض جيشنا لأخطار رهيبة، وأصبح مطلوبا ممن يخدم العلم أن يطلق الرصاص على متظاهرين مسالمين.

المؤسسات الدينية … فقدت مصداقيتها وهي تتظاهر بتقوى الله !

القضاء … اقرأ ما كتبه العالم كله عن أحكام الإعدام الجماعي، وعن اعتقال الأطفال القصر، وعن آلاف من المعتقلين على ذمة قضايا مضحكة.

مؤسسات البحث العلمي … أغرقناها في الكفتة !

المستشفيات … أصبحت مؤسسات مسيسة، فأنت مطالب بأن تثبت أنك لست معارضا سياسيا لكي تعالج من أي إصابة قد يشك في أنها إصابة في تظاهرة.

حتى الأندية الرياضية والمنتخبات لم تسلم.

أي دولة حافظنا عليها؟

الحقيقة أن المؤسسة الوحيدة في الدولة التي حافظنا عليها هي إدارة السجون !

لقد تضاعف حجم زبائنها، وزادت ميزانيتها عدة مليارات لبناء سجون جديدة تتسع لأعداء الدولة.

هذه المعارك الصفرية يا أخي الكريم لا جدوى من ورائها، إنهم يحطمون الدولة المصرية باسم الحفاظ عليها، وكم ارتكبت خطايا باسم مقاومة الخطيئة.

كيف تحطمت الدول من حولنا؟

ما حصل في سورية أن عموم الأمة سكتت على استبداد حافظ الأسد، ثم سكتت في موضوع توريث بشار الأسد، وسكت العراقيون على جرائم صدام حسين، وسكت الليبيون على جرائم القذافي … الخ

الكل سكت حقنا للدماء، وحفاظا على الدولة ومؤسساتها، فكانت النتيجة أن هذه الأنظمة تمكنت، وتمسكت بالسلطة أكثر وأكثر، وبعد قليل دمرت الدولة بالفعل، وانهارت الجيوش، وجاء الاستعمار بسبب السكوت على الظلم والاستبداد.

التاريخ يقول أن الطغاة القادمين للحكم على ظهور الدبابات لا يرحلون بالصناديق، بل بانقلاب عسكري آخر، أو اغتيال، أو حرب أهلية، أو هزيمة عسكرية، أو بطلوع السر الإلهي لكي يأتي عسكري آخر، حتى يحدث شيء مما ذكرته.

فترى الشعب لا يكاد يحصل على قوت يومه، ولكنه ينتظر انقلابا عسكريا لكي يصفقوا له، ويحدث الانقلاب، فتراهم ازدادوا فقرا على فقرهم، وذلا فوق ذل.

إن الحل الحقيقي للحفاظ على الدولة، ولمواجهة الاستبداد، هو الإصرار على مطلب الديمقراطية، وليس بتبرير القتل وانتهاك الأعراض.

ترى موقفي من إدانة (الإرهاب) مائعا يا صديقي؟

حسنا … إليك موقفي … أنا ضد إراقة أي دم مصري، وقضية حياتي (كما تعلم) هي التغيير السياسي السلمي، ولكني لست بالسذاجة التي تدفعني لتصديق مذيعين مخبرين، أو موظفين مأمورين، يوجهون أصابع الاتهام لهذا وذاك قبل أن تصل النيابة لموقع الأحداث أصلا!

يا سيدي… أكبر إرهابي عرفه تاريخ هذا الوطن هو جهاز أمن دولة مبارك، أنت تعلم هذا كما يعلمه سائر المناضلين الذين كافحوا ضد هذه الدولة الفاسدة، ومن لا يعلم ذلك فهو في مصيبة حقيقية.

لقد عادت أجهزة مبارك للانتقام من كل من تورط في إشعال ثورة يناير، واسأل في ذلك ماهر، ودومة، وعادل، وعلاء، إذا كنت لا تصدقني !

أنا رجل يعيش بين الناس، بيتي عزبة، يدخلها الفلاحون، ومكتبي مفتوح لكل من يرغب لقائي، وقلبي حي شعبي بلا أبواب، قلبي ليس (كومباوند) للأغنياء فقط، يمر علي البر والفاجر، والكبير والصغير، واليساري واليميني، والمؤمن والكافر، ولم أجد إنسانا يستطيع أن يبرر القتل العمد المسجل بالصوت والصورة، وقتل المسعفين، وقتل الجرحى والمصابين وإحراق جثثهم، لم أجد أحدا قادرا على تبرير ذلك في الدنيا كلها سوى المثقف المصري الليبرالي الذي يقف ويقول بكل فخر (لقد حافظنا على الدولة من المؤامرات) !

لماذا عارضنا مبارك إذن يا أخي الحبيب؟

ألم تكن هناك مؤامرات على مصر في عهد مبارك؟

تحدثني عن الدكتور عبدالجليل مصطفى؟ مستشار حملة السيسي الانتخابية؟

الذي انسحب من الجمعية التأسيسية لدستور 2012 دفاعا عن الحريات، ثم ظل في لجنة الخمسين للدستور الحالي برغم أن الفروق بين الدستورين قليلة، وهي فروق لصالح دستور 2012، ولكن … دفاعا عن الدولة !

تريد رأيي في الإرهاب؟

تريد رأيي في الإخوان؟

ولكني لا أستطيع أن استدعي انتقاداتي للإخوان الآن، وأن أقول ما كنت أقوله حين كانوا في سدة الحكم، إنهم الآن معلقون كما الذبيحة المسلوخة في قبو السلخانة، فلينتقدهم من يريد، أما أنا فمروءتي تمنعني من المشاركة في سلخ هذ الذبيحة، وعقلي يمنعني من تصديق أن كل ما يحدث هو من تدبير الإخوان المسلمين، وإذا أردتني أن أصدق فأرني أي تحقيق حقيقي في أي حادثة من الأحداث، أما أن أصدق مجموعة روايات لأجهزة أمنية لا تعرف للصدق سبيلا، عادت بعد سبات لتنتقم (بعد أن برأتها عشرات الأحكام القضائية من دماء إخوننا في الميادين) … فأنا آسف … أنا لست بهذه السذاجة يا سيدي!

هذه الأجهزة قتلت إخواننا في الميادين أمام أعيننا، وهم في عيني قتلة، مجرمون، سفاحون، وخلافي مع الإخوان لن يغير رأيي فيهم، ومن يرى الإخوان مجرمين أسأله بعد كل هذا الفتك والهتك الذي حدث لهم … ماذا يرضيك؟ إفناؤهم؟ قتلهم جميعا؟ هل هذا حل؟ أهذا هو ما يحافظ على الدولة؟

إنها بطولة مجانية، وإذا أردت السؤال الحقيقي في مثل هذا الموقف فإني أسألك لماذا لا نسمع صوتا أمام كل انتهاكات الدولة؟ والله ما قتلوا ولا سحلوا إلا بسكوت جيلكم على كل ذلك … حفاظا على الدولة.

أخي الحبيب …

تقول إن البعض يحملني مواقف أبي، وتقول عن أبي إنه كان إمام الوسطية، وأنا أستغرب من هذا الكلام، إن إمام الوسطية لم تكن لقبا أهداه الرئيس محمد مرسي للشيخ لكي يسحب منه، بل هو وصف لا يستطيع ولن يستطيع أحد أن يغيره، فقد ثبت بأكثر من مئتي كتاب، وبنضال سبعة عقود، ولا يمكن أن يزول بخطبة يلقيها خطيب (مخبر) في مجموعة من الضباط، تحت رعاية المخابرات أو الشؤون المعنوية.

صحيح أنني أختلف مع الشيخ في مسألة (شرعية الرئيس المعزول) وأشياء أخرى، ولكن … تأكد أن مواقفي تتطابق معه في كل ما يتعلق بسفك الدماء، وفي كل ما يتعلق بحرمة إطلاق الرصاص على المواطنين، وقتل الآلاف بالشبهات، ويشرفني أن أدافع عن هذا الرأي، إنه قناعة أؤمن بها لأنني إنسان أولا، قبل أن أكون مسلما، وقبل أن أكون دارسا لعلوم الشريعة.

من الذي تغير؟

أنا؟ أم الآخرون؟

من الذي تغير يا أخي الحبيب العزيز الغالي؟

أنا؟ أم أنتم؟

المثل يقول \”كل إنسان متعلق من عرقوبه\”، وأنا متعلق من لساني، تعال يا أخي الكريم ولنحتكم إلى مقالي الذي استشهدت به، والذي وصفته بالتاريخي في مقالتك، مقالي الذي أعتز به لوالدي الذي أعتز به، لقد قلت في مقالي موجها الكلام لأبي الحبيب : \”جيلنا لم يصبر على الاستبداد ستين أو ثلاثين عاما كما تقول، بل هو جيلكم الذي فعل ذلك باسم الصبر، أما نحن فجيل تعلم أن لا يسمح لبذرة الاستبداد بالاستقرار في الأرض، وقرر أن يقتلعها من عامها الأول قبل أن تنمو، فهي شجرة خبيثة لا بد أن تجتث من فوق الأرض .

ولو أن مرسي قد ارتكب واحدا في المئة مما ارتكبه سابقوه، فما كان لنا أن نسكت عليه، وهذا حقنا، ولن نقع في فخ المقارنة بستين عاما مضت، لأننا إذا انجرفنا لهذا الفخ فلن نخرج من الماضي أبدا\”

واليوم تريدني يا أخي الحبيب أن أرتكب الخطيئة التي لم أقبل أن أرتكبها في عصر مرسي، بل تريدني أن أرتكبها أضعافا مضاعفة، تريدني أن أهادن الاستبداد … من أجل الدولة !

شجرة الاستبداد ها هي تنمو أمامنا، بل هي غابة من الاستبداد، تنمو أمام عيوننا، وأرى اليوم – للأسف الشديد – بعض الشخصيات التي تساعد في نمو هذه الغابة، بتقليم الأغصان لتنمو أكثر وأقوى، وبري الشجر، بل بحمل (السباخ) !

لقد نزلنا جميعا في الثلاثين من يونيو لكي يستمر المسار الديمقراطي، ولكن ما حدث أن الحكم العسكري خطف البلد إلى فتنة ﻻ يعلم مداها إﻻ  الله.

نزلنا من أجل العدل لا لكي يقتل الناس وتنتهك الأعراض.

نزلنا من أجل شرعية جديدة بصندوق جديد، لا من أجل بناء أصنام جديدة.

أخي الحبيب … في اللحظة التي كنت تكتب فيها المقال الذي تلومني فيه كانت حكومة الانقلاب تجهز لقانون يمنع أي شخص من رفع أي قضية في شأن الشركات التي بيعت في عصر مبارك بعشر معشار ثمنها !

معركة عمرك في قضية عمر افندي أصبحت جرما يحرمه القانون.

الرئيس الذي كنت تريدني أن أصافحه يصدر قانونا لمنع التظاهر، وما أصبح رئيسا إلا بفضل تظاهرة، وقانونا للإرهاب، وهو رئيس أكبر منظمات تقتل خارج إطار القانون، (راجع المواطنين الذين قضوا نحبهم في حفلة شواء في عربة الترحيلات أمام سجن أبي زعبل في أغسطس الماضي مثلا)، ويصدر قوانين تورط مصر في مشاريع لعشرات السنين، كل ذلك وهو رئيس مؤقت !

تظنني أعتزل المنتديات العامة؟

هذا غير صحيح … واسأل من حضر ندوة لا للدستور، واسأل الأخ ا.خالد يوسف وكيف كانت مناظرتنا عن دستور الحريات الذي لا مثيل له، وندوات سياسية وشعرية كثيرة برغم منعي من الكتابة والسفر والظهور الإعلامي.

أنت تقول ذلك لأنني اعتذرت عن حضور حفل تكريمك بمناسبة خروجك على المعاش، والحقيقة أنني لم أحضر لأنني كنت متأكدا أن الحفل سيكون فيه بعض الحاضرين ممن أعتبرهم قتلة سفاحين، لذلك واحتراما لك لم أرد أن أخرب احتفال تكريمك بجملة مثل (عفوا سيادة الوزير فلان … أنا لا يشرفني أن أصافح قاتلا)، وهذه الجملة سأقولها أيضا للرئيس الذي كنت تريدني أن ألتقي به.

تقول عن نظام الإخوان فاشيستي؟ ولا يهمك … والنظام الموجود الآن نظام جميل ؟!

يا أخي وحبيبي وأستاذي ورفيق دربي … هذا النظام الذي تدعونا للاصطفاف خلفه هو أسوأ نظام مر على مصر منذ آلاف السنين، واسأل في ذلك الحقوقي (الشيوعي) جمال عيد مثلا، وهو نظام ساقط قريبا لا محالة !

نحن لا تنقصنا المعلومات .. إنما تنقصنا الجرأة حينا، والتجرد أحيانا كثيرة.

من يستطيع أن يكيل بمكيال واحد؟

كلامي عن شجرة الاستبداد كان حلوا وجميلا حين كان عن نظام مرسي، والآن … يطالبني الجميع بأن (ألحس) هذا الكلام تحت ذريعة سئم جيلنا منها … الحفاظ على الدولة.

تقول لي يا عزيزي أننا ثرنا من أجل أن نقيم دولة لا من أجل أن نهدمها، وهذا من أهم نقاط الخلاف في تصور معنى الثورة، ومفهوم الدولة بين جيلين، لقد قمنا من أجل أقامة العدل، والله أرسل الرسل وأنزل الكتب لكي يتحقق العدل بين الناس، قال تعالى \” لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ \”، أما الدولة … فهي وسيلة لتحقيق هذا العدل.

الإخوان أصبح التنظيم عندهم غاية، ونسوا أنه وسيلة، وأنتم أصبحت الدولة عندكم غاية، وليست وسيلة، والمشكلة أنكم تهدمون الدولة المصرية بأسرع الطرق، وأنتم تظنون أنكم تحسنون صنعا.

مشكلة بين جيلين … جيلكم يرى أنه لا يمكن أن نحافظ على الدولة مع بقاء الحريات، وجيلنا يرى أنه لا يمكن الحفاظ على الدولة إلا بالحفاظ على الحريات، وشتان بين المنهجين.

يقول المثل المصري \”المَكْسِبْ في الجِلَّةْ ولا الخُسَارَة في المِسْكْ\”.

ومعنى المثل لمن لا يفهمه، أن الربح في عمل وضيع مثل تجارة الجِلَّةْ (وهي روث البهائم)، خير من الخسارة في عمل رفيع مثل تجارة المسك (وهو عطر فاخر جميل).

أهكذا يرى جيلكم الحياة؟ هل الربح معناه أن يعيش المرء في الخراء؟ وهل الحياة الكريمة لا يمكن أن تكون إلا بخسارة؟

جيلنا يقول لكم بكل تواضع وأدب : لن نرضى بهذه المعادلة، بل سنخلق معادلة جديدة (المَكْسَبْ في المِسْكْ) !

بقيت نقطة أخيرة .. وانتبه جيدا فهي أهم وأخطر ما في هذا الموال كله :

الفطير المشلتت جاهز، والعسل الأبيض، والجبن القريش، وأهلا بكم وسهلا، وسأتصل بك لتحديد الموعد المناسب.

اللهم إني قد كتبت ما كتبت من أجل رضاك، لا طمعا في مغنم، ولا خوفا من مغرم …

اللهم إني قد فعلت ما يرضي ضميري، ولم أعبأ إلا بأن أكون إنسانا كرمته، ومسلما رحمته، وعربيا اصطفيته، ومصريا برضاك غمرته …

اللهم ارحم هذا البلد من كل الشرور، وألهم بصائرنا الحق لكي نرى أن الدم حرام، وأن تبرير الدم جريمة، وأن انتهاك الأعراض حرام، وتبرير انتهاك الأعراض حطة …
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين …
 

للتعليق على المقال في موقع مصر العربية 

المقال السابق

أردوغان التركي وأردوغان المصري

المقال التالي

لماذا وصلنا هنا؟

منشورات ذات صلة
Total
0
Share