أتى نصر الله

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 1 – 2 – 2012 م 


يا معشر الثوار، هل تذكرون إذ كنتم قليلاً تكاد تخطفكم الطير فى الميدان؟ هل تذكرون صوت الرصاص وهو يخترق أجساد رفاقكم وأحباءكم؟ هل تذكرون الجمال والخيول وهى تهاجمكم وأنتم يومئذ قلة؟ هل تذكرون أنياب التلفاز وهو يهددكم بكرات لهب وكأنها حجارة من سجيل؟ هل تذكرون أحاديث الإفك وهى تخوض فى أعراضكم وأنتم أكرم الناس وأشرف الناس؟ هل تذكرون كيف وقفتم كشجر الصبار بدون ماء أو غذاء أو دواء، تواجهون بأشواككم كل من يهاجمكم ليأكلكم، وتعدون أمتكم بزهوركم وثماركم؟ أتى نصر الله، وها هم أعداء ثورتكم المجيدة يتفاوضون على الرحيل، ويتحدثون عن (إعادة المسروقات) مثل (حرامى غسيل) ضبط متلبساً فى حى شعبى، فضرب حتى أقر بجرمه! 

لقد أعزكم الله بفضل إخلاصكم وجهودكم وجهادكم، وأذل أعداءكم بما استكبروا فى الأرض وكانوا معتدين. إن فى جهادكم لعبرة، وإن فى صبركم لآية. 

أنتم أقوى لأن الحق معكم، وهم أضعف لأن الباطل لجلج. ووالله لو اجتمع الإنس والجن على أن يأخذوا منكم ما قدره الله لكم من النصر لما استطاعوا، لأنكم اتبعتم سنن الله فى الكون، فكنتم مع بعضكم كالبنيان المرصوص، وأعددتم ما استطعتم من قوة، وجاهدتم فى الله حق جهاده، وتوكلتم على الله، هو حسبكم، وهو نعم المولى ونعم النصير. 

انظروا إلى المسافة التى قطعناها سويا، وكيف اجتزنا كل عقبات المفسدين فى الأرض الذين حاولوا أن يكبحوا جماح هذه الثورة، لكى يمنعوها من التغيير الحقيقى. 

يا أعداء الثورة، لقد انتصرت الثورة، ولا تحسبوا أن التيار الإسلامى سوف يكون ملاذكم لخروج آمن، أو لبقاء مستتر، لأن التيار الإسلامى فى الصف الأول فى جيش هذه الثورة العظيمة، ولكنهم يجاهدون بطريقتهم، ولهم (مذهبهم) فى كيفية تمكين الشعب من حقوقه، ولهم كل الاحترام – حتى إذا اختلفنا – ولا ينكر دور الإسلاميين فى الثورة إلا جاحد. 

يا فلول النظام، يا أعداء الأمة المصرية، لا مهرب من الثورة، والميدان من أمامكم، والمحاكمات من ورائكم..! يا كل الكون.. أتى نصر الله.. فعجلوا بترك مواقعكم، لعل ذلك يشفع لكم..!

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

خروج آمن.. مؤقتاً!

المقال التالي
الشاعر عبد الرحمن يوسف

حوار للشاعر بمجلة كلمتنا في عددها الصادر 1 فبراير 2012

منشورات ذات صلة
Total
0
Share