هل يعلم وزير الداخلية؟

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 15-12-2011 م 

كنت قد وعدت فى مقالة الأمس أن أسلط الضوء على بعض المظالم التى تقع على إخواننا فى جهاز الشرطة نفسه، وها أنا أفى بما تعهدت به. 

هل يعلم السيد وزير الداخلية أن ضباط الشرطة المحترمين قد نالوا مكافأة هزيلة مقابل دورهم فى حماية اللجان الانتخابية أثناء الانتخابات البرلمانية؟ لقد كلفت وزارة الداخلية ضباطها بالسفر إلى محافظات بعيدة، ولم توفر لهم أى وسيلة مواصلات، وكلفتهم بالمبيت فى هذه المحافظات ولم توفر لهم سكنا أو طعاما يليق، مما اضطرهم إلى المبيت والأكل على نفقتهم الشخصية. 

قام السادة الضباط المكلفون بهذه المهمة بالدفع من جيوبهم على أساس أن هناك مكافأة ستصرف لكل منهم تغطى تكاليف هذا الأمر، ولكن المفاجأة أن المكافأة حين صرفت كانت لا تتجاوز ربع أو ثلث النفقات التى كلفتها أربعة أيام من الإقامة والأكل والشرب والانتقال، فالمصروف كان «450» جنيها مصريا فقط لا غير، بينما النفقات كانت عدة أضعاف هذا الرقم. 

لقد حصل الموظف الذى أشرف على الانتخابات على حوالى ألف جنيه مصرى، وحصل القاضى على عدة آلاف، برغم أن جميع هؤلاء عملوا يومين أو ثلاثة، بينما الضباط عملوا أربعة أيام، أو خمسة أيام فى حالة المحافظات البعيدة. 


هل يعلم الوزير أن كثيرا من الضباط مستعدون للعمل بدون أى مكافآت خدمة للوطن؟ هل يعلم الوزير أن هؤلاء الضباط لا يريدون سوى تغطية نفقاتهم؟ لقد قامت الشرطة بمهمتها فى تأمين الانتخابات بشكل مقبول، وكان من المفترض أن نكافئهم على هذا العمل. 

هل يكافئ السيد وزير الداخلية ضباطه حين يحسنون العمل؟ أم أن مكافآت وزارة الداخلية محجوزة للضباط الذين يسيئون معاملة الناس فقط؟ هل يمكن أن يتنازل السيد الوزير عن بعض مخصصاته لكى يعطى أبناءه من الضباط بعض الفتات الذى يستطيع أن يسد احتياجاتهم؟ هل يعلم السيد الوزير حجم التفاوت فى رواتب «القيادات» ورواتب الضباط الذين يقومون بالعمل الحقيقى على الأرض؟ سؤالى الأخير للسيد وزير الداخلية بطل موقعة ميدان مصطفى محمود: مرتبك كام يا باشا؟

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

الذكرى الأولى

المقال التالي

قتلة المشايخ

منشورات ذات صلة
Total
0
Share