نصائح لأعداء ثورة يناير

المقال منشور بموقع مصر العربية بتاريخ 25-6-2014 م

أعداء ثورة يناير العظيمة أنواع، وأنا أتحدث لهم جميعا، إلى هؤلاء الذين يظنون أن مصر كانت واحة للخير والحرية والرخاء والديمقراطية، وأن الثورة هي سبب كل الشرور، إلى الذين يظنون أن الثورة سبب شقائهم، وليس استبداد العسكر لمدة ستين عاما.

أتحدث إلى هؤلاء الذين يسعدهم عودة (الأمن والاستقرار) بالقمع والقتل والاعتقال، الذين يصدقون خزعبلات الحرب على الإرهاب، ويصدقون أخبار مثل خبر\”إرهابي اعتاد تفجير نفسه في شوارع القاهرة\”، لهذا النوع من الناس أقدم هذه النصائح.

النصيحة الأولى : استمتع باللحظة الحالية التي تعيشها بأقصى حدود الاستمتاع، لا تبخل على نفسك بالعيش في زهو المنتصر، صُلْ وجُلْ، افعل ما بدا لك مما يشعرك بأنك العزيز الكريم القوي الواثق المعتد المسيطر الممتد، افعل ذلك، واستمتع بذلك، لأن هذه الأيام لن تطول، والأسوأ … لأنها لن تتكرر !

استمتع بهذه الأيام لأنك ستفتقدها بقية حياتك !

استمتع بهذه الأيام لأن كل ما فيها سينقلب قريبا !

أعلم أنك تضحك في سرك، وكم ضحك مني أصدقاء محترمون كنت أقول لهم إن جمال مبارك لن يحكم مصر، وإن حسني مبارك مصيره السجن.

النصيحة الثانية : إذا كنت من كبار السن فلا تُوَرِّثْ حقدك على ثورة يناير لأبناءك، ودعهم يختارون طريقهم بأنفسهم، لأن الظروف لو تغيرت سيدعون عليك أنت، فاحتفظ بحب أبنائك لك حيا كنت أو ميتا.

أما إذا كنت من صغار السن، فحاول أن لا تتورط في أي نشاط سياسي ظاهر معلن مع النظام الحالي، ولا تجاهر بمواقفك المعادية للثورة.

صحيح أن معاداة ثورة يناير حاليا جريمة لا عاقبة لها ولا عقاب، بل هي جريمةقدتجلب بعض المنافع، ولكن تأكد أنه في يوم قريب سيصعب عليك أن تعيش في هذا البلد بعد أن جاهرت بمثل هذا العداء، وستضطر إلى الاعتذار آلاف المرات، وربما تصبح حياتك في هذا البلد مستحيلة.

لذلك استمتع بوقتك وأنت منتصر ولكن دون أن تورط نفسك في أي نشاط سياسي يصنفك كنصير من أنصار الانقلاب.

النصيحة الثالثة : إذا كان لك أي صديق من أعداء النظام الحالي فحاول أن تحتفظ بعلاقتك به، ولا تخسره.

إذا كنت تخاف حاليا من توطيد علاقتك بالثوار، فحاول أن لا تسيء لهؤلاء الأصدقاء، فقد يكونون شفعاء لك في وقت قريب تحتاج فيه إلى شفاعة، إذا بدا كلامي لك فارغا فأنت معذور، ولكنك لن تخسر شيئا إذا حافظت على هذه العلاقات.

النصيحة الرابعة : إذا كنت من الأغنياء فهرِّبْجُلَّ ثروتك للخارج، وإذا كنت من أصحاب الملايين فاشتر طائرة خاصة، واجعلها دائما على أهبة الاستعداد للإقلاع في أي لحظة، مهما كلفك ذلك، وإذا لم تملك ما يكفي من المال لشراء طائرة فاشتر يختا أو مركبا سريعا، وضعه في حالة جهوزية تامة أيضا، لأن لحظة الفرار قد تأتي في أي لحظة، وإذا فاتتك هذه اللحظة فلربما تدفع الثمن غاليا …!

النصيحة الخامسة : اطبع هذه المقالة وضع نسخة منها في متناول يديك، في محفظتك أو سيارتك أو مكتبك، فلربما تحتاج إلى مراجعتها قريبا.

لا تستهن بما أقوله لك، واتعظ بما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية، لقد خرج أناس من السجن إلى القصر، ومن القصر إلى السجن، ومن العز إلى الذل، ومن الذل إلى العز … لقد خرج كثيرون من الدنيا وسعتها إلى القبور وظلماتها.

لا تستهن بما أقوله لك، فلربما تكون كلماتي هذه طوق نجاتك في لحظة سوداء.

همسة في أذن الثوار : هدفنا العدل، لا الثأر، وطريقنا القصاص لا الانتقام.

ملحوظة : عجبا لأمر السيد عبدالفتاح السيسي … يتبرع بنصف ما يملك وهو أمر ليس واجبا عليه، ويخفي حجم ثروته عن الأمة بينما نشرها في إقرار ذمة مالية واجب عليه.

خذ مالك، ولكن قل لنا مقداره، ومن أين حصلت عليه، فأنت موظف عام منذ أربعين عاما.

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين …

للتعليق على المقال على موقع مصر العربية 

المقال السابق

تستمر الحياة.. ويستمر الحوار بين الأجيال

المقال التالي

في ذكري 30 يونيو ... وفي ذكرى أول رمضان

منشورات ذات صلة
Total
0
Share