مميزات الرئيس المخلوع

 يحاول بعض المأجورين، وبعض حسنى النوايا من المخدوعين، أن يثبتوا للرئيس المخلوع ونظامه شيئا من الفضل على هذا البلد، ويحاول هؤلاء أن يعلمونا أن هناك بعض المميزات للنظام المخلوع. 


وأنا أحب أن أبين أولا، أن الشر المطلق لا وجود له فى الدنيا، وأن أسوأ الأشياء فى الدنيا، وأسوأ الرذائل تحتوى على بعض الخير فيها، ولكن ذلك لا يعنى أنها ليست رذائل، ولا يعنى أننا لسنا مطالبين بتجنبها. 


قال تعالى فى كتابه الكريم: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ». 


أى أن الله سبحانه وتعالى اعترف بأن الخمر – وهى فى الإسلام أمُّ الخبائث – فيها بعض المنافع، واعترف كذلك بأن المَيْسِر الذى هو أساس تحريم كل العقود غير الشرعية – بالإضافة للربا- فيه بعض المنافع، ولكن ليس معنى ذلك أنهما حلال.. لماذا؟ الجواب فى نفس الآية، التى قال فيها الحق سبحانه: «وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا». 


أى أن العبرة بكـَمِّ المنافع، وكـَمِّ المفاسد التى توجد فى الشىء الواحد، وإذا زادت المفاسد على المنافع، صار خبيثا، محرما فى الشرع. 

بنفس هذا المنطق أقول لكل من يزعم أن فى نظام مبارك بعض المنافع، إن منافع رئيسك المخلوع كمنافع الخمر، وبالتالى، هى منافع مهدرة، لا اعتبار لها فى نظر الشرع، ولا احترام لها فى نظر العقلاء. 


لقد قام هذا المخلوع بإفساد الإنسان، وإذلال الشعب، وإمراض وإفقار وتجهيل الغالبية العظمى من المصريين، بالإضافة إلى الخضوع لإرادة القوى المعادية لمصر، وإهدار كل مقومات الأمن القومى. 


إذا كان هذا المخلوع قد دمر بلدا بكامله لمدة ثلاثين عاما، فمن الغباء أن نذكر له أنه قد أقام بعض الجسور، أو أنه أقام مكتبة الإسكندرية، أو أنه أنشأ مترو الأنفاق، أو أن مصر أحرزت فى عهده الميمون كأس الأمم الأفريقية عدة مرات متتالية. 

هذه ليست إنجازات بالنسبة لبلد كمصر، وهى تعتبر منافع مهدرة، تماما كمنافع الخمر…!

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

عيد بطعم جديد

المقال التالي

تـغـيــر في الشخصية المصرية

منشورات ذات صلة
Total
0
Share