مديح الفرخة للديك …!

وقف السيد رئيس الوزراء (علي لطفي) أمام الرئيس (الحالي) لمجلس الشعب السيد أحمد فتحي سرور ، وأنشد أبياتا من الشعر وقال : فتحي سرور يا ويكا بنحبك حب الفرخة للديكا !
و قامت الدنيا و لم تقعد …


فهذا بلال فضل يكتب ، وهذا فاروق جويدة يلطم ، و هذا أسامة غريب يكاد يصدر أصواتا يعاقب عليها القانون …!
و أنا – بمنتهى الأمانة – لا أفهم سبب غضب كل هؤلاء الأفاضل المحترمين …!


صحيح أن جرأة هؤلاء السفهاء على فعل ذلك في منتدى عام يحظى بتغطية صحفية تعد أمرا يدل على الصفاقة ، و يستفز الكتاب ، و لكن ذلك لا يمنعني أيضا من الاستغراب من الذين استنكروا فعلة المدعو علي لطفي .

لقد وقف ( المتنبي ) أمام سيف الدولة مادحا ، و قال : فإنك شمس و الملوك كواكب إذا ظهرت لم يبد منهن كوكبُ !
كان الشاعر (المتنبي) … و كان الأمير (سيف الدولة) …
فخرج الشعر على هذه الصورة التي تبلغ حد الكمال ، مبنى و معنى …!

و لو أننا افترضنا – جدلا – أن السيد الدكتور \”علي لطفي\” وقف أمام سيف الدولة مادحا ، فأعتقد – جازما – أنه سيقول : سيف الدولة يا ويكا … نحبك حب الفرخة للديكا …!
فهذا غاية ما يستطيع قوله هذا العلي لطفي …!

لن يستطيع أن يقول أفضل من ذلك ، فكل إناء بما فيه ينضح …!
و لو أننا افترضنا – هذرا – أن ( المتنبي ) وقف أمام \” سرور \” مادحا ، فإني أعتقد أنه ( أي المتنبي ) لن يقول أكثر من : فتحي سرور يا ويكا … نحبك حب الفرخة للديكا …!

هل يمكن أن يقال في هذا الفتحي سرور أي كلام غير ذلك …؟

لا يمكن أن يرضى (المتنبي) ، بأن يقول أكثر من ذلك في هذا الفتحي سرور …
هل يتوقع أحد أن يجعله شمسا و من حوله الآخرون كواكبا …؟

لا يمكن …!
أعتقد أن الصورة شديدة التناسق و المنطقية …!
كل شيء في موضعه المناسب ، و كل ماسورة صرف صحي بما فيها تنضح … !
يا أستاذ بلال … و يا أستاذ فاروق … و يا أستاذ أسامة …

هذا زمنهم : لطفي … و سرور … و ويكا … و الفرخة … و الديكا …!
أتتوقعون من هؤلاء السفلة أن تكون حواراتهم و فكاهاتهم من ديوان الحماسة لأبي تمام ؟
أم تظنون أن كل سكوتهم فكرا ، و أن كل كلامهم ذكرا ؟
لقد انهارت صورة رجل الدولة على يد هؤلاء السفلة ، فأصبحنا – خصوصا و نحن خارج مصر – نكاد نستحي من مصريتنا ، بسبب هؤلاء السفهاء …!

بقي لي أمر أخير أتمنى أن يجيبني عليه أي أحد ، لقد قالت الأخبار أن الذي استضاف هذه المسخرة صالون غازي عوض الله الثقافي … أستحلفكم جميعا بالله … هل صالون \”غازي\” هذا … صالون ثقافي فعلا ؟

أم صالون حلاقة …؟

إن القصة التي رويت أجدر بها أن تكون هذرا في صالون حلاقة …
و لكن يبدو أن هناك مثقفين كثراً لا نعرفهم …!
سبحان الله !  

عبدالرحمن يوسف

المقال السابق

ناصري ...؟ أم إخوان ...؟

المقال التالي
Article featured image

الشاعر عبدالرحمن يوسف ضيف قناة الأقصى غداً الثلاثاء 4/8/2009 م .

منشورات ذات صلة
Total
0
Share