محكمة مصرية عادلة

 وقف السيد الرئيس صدام حسين أمام المحكمة التى أقامها المحتل الأمريكى لمحاكمته عن مجازره التى ارتكبها فى حق الشعب العراقى على مدار ثلاثة عقود، وحين أظهر بعض ضحاياه شيئا من البهجة بهذه المحكمة، تحدث من تحدث بأن ذلك لا يجوز لأن المحكمة أقامها محتل. 


وحين أعدم صدام حسين وابتهج بعض من ظلمهم صدام، قام الملايين بالوقوف صفا واحدا رافضين أن يتم إعدام رئيس عربى بيد أمريكية.  


لم يكن الخلاف فى مجمله متعلقا باستحقاق صدام للمثول أمام المحكمة، ولم يكن متعلقا بإعدامه، بقدر ما كان متعلقا بأن الذى يفعل ذلك هو المحتل.  


من هذا المنطلق كنت سعيدا بمحاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك أمام محكمة مصرية، وأن يوكل ما يشاء من المحامين، وأن تكون يد العدالة التى تحاكمه يدا مدنية غير عسكرية.  


من أعظم ما فى هذه الثورة أنها تحاكم أعداءها ومن ظلمها بالعدل، فهى ثورة تطالب بالعدل، ولا تظلم أحدا مهما كانت جريمته.  

ولنفس الأسباب لم أتمكن من فهم الذين يرون فى هذه المحكمة شكلا من أشكال التجنى على الرئيس المخلوع، ولم أتمكن من فهم الذين يدعون إلى الرأفة بالمتهمين وهم يحظون بكل الضمانات التى تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم. 


كم هو محظوظ هذا الرئيس المخلوع، وكم هم محظوظون كل هؤلاء المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين! 

لقد حظوا بما لم يحظ به غالبية ضحاياهم، لقد حظوا بمحكمة عادلة، بعكس غالبية ضحايا هذا العهد، الذى لم يحظ فيه أحد بمجرد حق الدفاع عنه نفسه.  


لم يكن من حق غالبية خصوم الرئيس أن يحضروا جلسات المحاكمة وهم حليقوا اللحى، صابغو الشعور، يلبسون ساعات يد سعرها يبلغ عشرات الآلاف من الدولارات.  لم يكن من حقهم أن يختاروا المستشفى التى يعالجون فيها، بل مات الكثير منهم لسوء أوضاع اعتقالهم.  خلاصة القول.. إنها محكمة مصرية خالصة، نرجو منها أن تقيم العدل، فما قامت هذه الثورة إلا من أجل العدل.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

الأحمق

المقال التالي
الشاعر عبد الرحمن يوسف

عبدالرحمن يوسف يقدم برنامج هنا العاصمة بقناة cbc

منشورات ذات صلة
Total
0
Share