مجلة كلمتنا وحوار مع الشاعر في عدد مارس 2007م ..

هنا لبنان شاعر مصري في قلب مجزرة قانا..! شاعر شاب أدرك موهبته مبكرا..

أصدر أول دواوينه وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من العمر، أهم ما يميزه هو حرصه أن تكون أشعاره مرآة للواقع.

فعندما أراد أن يكتب ديواناً عن لبنان ذهب للجنوب حيث مجزرة قانا ليرى الصورة عن قرب ويعيش التجربة..

– هو الشاعر عبد الرحمن يوسف.

قلتَ: ليس صعبا أن تكتب الشعر يوما..

إنما الصعب أن تعيش كشاعر… ما معنى ذلك..؟

ومتى قلت “أنا شاعر”..؟

معنى البيت أن الشعر أسلوب حياة.. بمعنى إنه ليس هناك “مؤسسة شعرية” يأتي إليها الشعراء في الثامنة صباحا وينصرفون في الرابعة عصرا ليعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية بين أسرهم وأولادهم…! كلا.. الشعر يستعمر الشاعر، يقوم بعملية “خصخصة فنية” لكل وقته وانفعالاته لكي يصير شاعرا حقيقيا يكتب شعرا يؤثر في الناس ، ويصل إلى أعماق أعماق الحس البشري المرهف، أما مجرد كتابة كلام موزون مع بعض التحسينات اللفظية فهذا أمر سهل.. وليس بذلك يصبح المرء شاعرا حقيقيا..!

– وعن متى قلتُ “أنا شاعر”؟

بدأ الناس يطلقون علي لفظ الشاعر منذ المرحلة الثانوية.. ولكني لم أبدأ بهذا الزعم إلا في المرحلة الجامعية..

– قصة ديوانك الأول “نزف الحروف”..؟

كتبت قصائد هذا الديوان في مرحلة مبكرة جدا من حياتي؛ فأغلب قصائده كتبت في المرحلة الجامعية.. وله وضع خاص جدا بين دواويني.. وتأتيني تعليقات كثيرة على قصائد هذا الديوان حتى اليوم، بل أن هذا الديوان كان -وحتى فترة قريبة- يتصدر مبيعات كتبي..

– أغلب دواوينك تتكلم في موضوعات سياسية، ونلاحظ جرأتك في نقد أوضاع دولنا العربية.. هل ترى نفسك من مدرسة أحمد مطر..؟ أحب أحمد مطر.. ولكن أسلوبي يختلف عنه..

– حين تكتب.. لمن تكتب؟ وفيمن تريد أن تؤثر؟ أنا أكتب لنفسي.. ولقارئ بسيط يجلس آخر الليل في فراشه في مكان ما.. في زمان ما.. يمسك بديواني بين يديه، ويبدأ بقراءته لكي ينام.. وتكون النتيجة أن يتوحد مع الكتاب ويسهر..!

– حين قررت أن تكتب ديوانا عن أحداث لبنان ذهبت للجنوب لتشاهد الصورة عن قرب … حدثنا عن هذه التجربة ؟ قصيدة ” اكتب تاريخ المستقبل ” هي أطول قصيدة كتبتها في حياتي حتى الأن … هي تجربة متميزة جداً بن أشعاري ، بدأت بها قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006 م ، ولكن لم أستطع أن أستمر في كتابتها … لأن البطل فيها يزور الأماكن التي دار فيها القتال ، ويحاور أبناء الجنوب الذين خاضوا المعركة … فشعرت أنني بحاجة إلى أن أقوم بذلك بالفعل … وهو ما حدث . ذهبت بعد انتهاء العدوان بأيام إلى الجنوب ، وزرت المدن والضواحي المدمرة ، والتقيت بالأبطال وبأسر الشهداء …وقد أحسنوا جميعاً استقبالي … وبعد عودتي إلى مصر … عشت أكثر من شهرين حالة نفسية شديدة العمق ، فكنت أكتب يومياً تقريباً وعدت بعدها إلى ” قانا ” وقمت بتصوير ( فيديو كليب ) من أشعاري وألحاني عن مجزرة قانا . وفي النهاية … اكتملت القصيدة ، وطبع الديوان … وزرت الجنوب مرة أخرى لكي ألقي على مسامع الشعب اللبناني هذه القصيدة ، وكان استقبالهم لها أكثر من رائع .

– كيف كان لقاؤك بنجيب محفوظ ؟ رحمة الله رحمة واسعة … كان هذا اللقاء بعد صدور ديواني ” في صحة الوطن ” 2004م ، وقد أحدث ردود أفعال طيبة فدعاني الأستاذ ” جمال الغيطاني ” للقاء الأستاذ ” نجيب محفوظ ” لكي أهديه الديوان ، وألقي على مسامعه بعضاً منه ، وقد أثنى رحمه الله على ما سمع .

– إلى أين تصل حدود طموحك ؟ وما أكثر إنجاز شعرت أنك قد حققته إلى الآن ؟ هذا أصعب سؤال سألته حتى الأن . طموحي … أن أستمر في الكتابة العميقة الصادقة المؤثرة حتى أخر العمر لا يهمني الشهرة ولا الجوائز ولا المال ولا أي شيء آخر … قدر ما يهمني أن يمتد عمري الفني إلى آخر العمر … لأن الحياة بعد انقطاع وحي الشعر ستكون نوعاً من الحبس الانفرادي … أو التعذيب النفسي .

المقال السابق
Website logo

حوار خاص للشاعر مع جريدة الغد 10/2/2007 م

المقال التالي
Article featured image

الشاعر في مؤتمر فنانين وأدباء ضد التعديلات بالإسكندرية الثلاثاء 20/3/2007 م .

منشورات ذات صلة
Total
0
Share