ماذا نفعل مع الداخلية ؟

المقال منشور بجريد اليوم السابع 30-6-2011 م ) 


غريب أمر وزارة الداخلية، تقيم احتفالا لتكريم شهداء الشرطة فى بلد قامت فيه ثورة ضد جهاز الشرطة، وسقط فى هذه الثورة أكثر من ألف شهيد برصاص الشرطة. 


شهداء الشعب لم يُحصروا حتى الآن، ناهيك عن أن يُكرموا.  وحين يموت مصاب من مصابى الثورة، يتم الاستعجال فى دفنه، والضغط على أهله لكى يتنازلوا عن كل أو بعض حقوقهم، وتكون النتيجة أن يدفن (الشهيد) فطيسا.  


نحن نعرف أن هناك ضباطا شرفاء مثل اللواء البطران، وقد كرمه الثوار، ووضعوا صورته بين شهداء الثورة فى ميدان التحرير، أما وزارة الداخلية فقد حاولت التستر على الأسباب الحقيقية لاستشهاده. 

الشهادة منزلة لا يعلمها إلا الله، ولكن ذلك لا يعنى أن نحتقر أحزان أهالى الشهداء لهذا الحد، فنكرم قاتليهم، ونتركهم هم فى غياهب التجاهل.  


إن ما حدث عند مسرح البالون وعند وزارة الداخلية أمس، كان رد فعل طبيعيا لشعب مكلوم، أمام جهاز قمع يستفزهم، بدلا من أن يحاول اكتساب ثقتهم ورضاهم بتحسين سلوكه.  


كنت حاضرا فى الميدان، ويبدو أن وزارة الداخلية لم تتعلم الدرس بعد، وكما قال المثل: (اللى يربط فى رقبته حبل، ألف مين يسحبه).  

وقال المثل كذلك: (اللى يعمل ضهره قنطرة، يستحمل الدوس).  ما زالت الوزارة مصرة على استعداء الناس لا استرضائهم، وهى بذلك تلف حبلا حول رقبتها، أو تجعل من ظهرها قنطرة، وأنا أخشى أن هناك ملايين المصريين قد يسحبون الحبل، أو قد يدوسون القنطرة.  


كان أولى بوزارة الداخلية أن تكرم أسر الشهداء الذين قتلوا برصاصها، وبذلك تتبرأ من العهد السابق، ولكنها أصرت على تكريم أناس يراهم الغالبية العظمى من الشعب فى موضع القاتل لا الشهيد.  


لو أن هناك برلمانا فى مصر، لأقيل السيد وزير الداخلية فورا، ولكننا مشغولون، هل الانتخابات أولا أم الدستور ؟ يبدو أن مهمة تقويم وزارة الداخلية ستكون مهمة الشعب، هذا الشعب العظيم الذى تحرر من عقدة الخوف من خوذات الأمن المركزى، وكما قال المثل: (اللى ما ينفعك رضاه، ما يضركش غضبه)!

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

كلمة الثورة السورية

المقال التالي

الشاعر عبدالرحمن يوسف على نجوم أف أم اليوم الأربعاء في العاشرة مساءً

منشورات ذات صلة
Total
0
Share