قصيدة جديدة ( كثير عليكم …!) للشاعر عبدالرحمن يوسف .

Article featured image

كَثيرٌ عَلَيْكُمْ … !

فَريقَانِ يَخْتَصِمَانْ …
وبَيْنَهُمَا شَاعِرٌ حينَ يَهْجُو سَتُفْضَحُ طَائفَتَانْ …
وحَوْلَ الجَميعِ بَدا أُفْعُوانْ …
أقَاوِمُ فَكًّا لذا الأُفعُوانِ وَحيدًا
فَتَلعَنُني جَبْهَتَانْ …
ويَنْسَى الفَريقَانِ أنَّ قريضِي صِمَامُ الأمَانْ … !

٭ ٭ ٭

أرى مِنْجَنيقًا يُكَشِّرُ فـي وَجْهِ تِلكَ المَدينَةْ …
أرى ألفَ خَرْقٍ بـِجِسْمِ السَّفينَةْ …
أرى ألفَ ألفِ دَعِيٍّ يَبُثُّ الضَّغينَةْ …
أرى مُرْجِفًا يَسْتَحِثُّ خُطَاهُ لقَتْلي
وإبليسُ صَارَ قَرينَهْ …
أرى ألفَ ألفِ اتِّهَامٍ بـِدونِ قرينَةْ …
أرى فـي الظَّلامِ التِمَاعَ الخَنَاجِرِ يَزْحَفُ نَحْوي
( لأنِّي عَلَى عِزَّتي ثـَابـِتٌ )
وغَيْري يُبَدِّلُ وَفْقَ المَصَالحِ دينَهْ …
أرى الحُزْنَ فَوْقَ قِبَابِ المَرَاقِدِ فـي « كَرْبـِلاءِ »
كَمَا قَدْ رَأيْتُ مَآذِنَ مَسْجِدِ عَمْرٍو حَزينَةْ … !

٭ ٭ ٭

خَيَالُ القَصيدَةِ يَا مَنْ تُعَادونَ شِعْري يَذُوبُ حَزينَا …
يَكَادُ خَيَالُ القَصيدَةِ يَلطُمُ
لَكِنْ يَخَافُ اتِّهَامًا سَخِيفًا مِنَ الحَاقدينَا … !
خَيَالُ القَصيدَةِ يَحْتَارُ أيَّ الفَريقَيْنِ يَهْجُو … ؟؟؟
وفينَا مِنَ الخِزْيِ مَا هُوَ فيكُمْ
وفيكُمْ مِنَ الخِزْيِ مَا هُوَ فينَا … !
ويَبْدو كِلانَا بعَيْنِ المُعَادينَ صَيْدًا سَمِينَا …
فَصَبْرًا جَميلا …
فَأنْتُمْ بنَا – وبكُمْ – قَدْ بُليتُمْ
ونَحْنُ بـِكُمْ – وبـِنَا – قَدْ بُلينَا … !
فَلَعْنَةُ رَبِّي عَلَيْنَا إذَنْ أجْمَعِينَا … !

٭ ٭ ٭
أرَانَا شُغِلنَا بـِفِقْهِ العَفَنْ …
بُحَيْرَةُ أفْكَارِنَا فـي عَطَنْ …
أرى طَائِرَاتِ العَدُوِّ تُحَلِّقُ فَوْقَ رُبُوعِ الوَطَنْ …
حُمُولَتُهَا جَهَّزَتْ ألفَ ألفِ كَفَنْ …
ويَشْغَلُهُمْ كُلَّ وَقْتٍ حَديثُ التَجَارِبِ والعِلمِ
لَكِنْ أرَانَا شُغِلنَا بـِبَثِّ حَدِيثِ الفِتَنْ …
سَتَسْقُطُ تِلكَ القَنَابـِلُ فَوْقَ الجَميعِ
على الحَقْلِ والبَادِيَةْ …
قَنَابـِلُ أعْدَائِنَا لا تُفَرِّقُ بَيْنَ المَذاهِبِ
فَالكُلُّ فـي دَاهِيَةْ …
وُجُوهُ العَدُوِّ بـِفُرْقَتِنَا رَاضِيَةْ …
وأجْهِزَةٌ للتَّخَابُرِ تَسْكُنُ فـي « حَوْزَةِ » العِلْمِ
تَسْكُنُ صَحْنَ المَسَاجدِ
تَدْفَعُ للهَاويَةْ … !
قَنَابلُهُمْ سَوْفَ تَسْفَعُ بالنَّاصِيَةْ …
تَمُوتُ بها فِرَقُ الكُفْرِ
والفِرْقَةُ النَّاجِيَةْ … !
يُذِلُّ العَدُوُّ الجَميعَ ونَدَّخِرُ الكِبْرَ
كَيْ نَتَكَبَّرَ فـي وَجْهِ إخْوَانِنَا
ورَبِّي لَهُ الكِبْرِيَاءُ
كَمَا قَالَ فـي سُورَةِ الجَاثِيَةْ … !

٭ ٭ ٭

ولَسْتُ أُحَوِّلُ شِعْري لِدُفِّ …
ولَسْتُ لآمُرَ نِصْفي لِيَقْتُلَ نِصْفِي … !
ولَسْتُ خِصِيًّا
لأعْجَزَ عَنْ رَدِّ مَنْ قَدْ يُحَاوِلُ بالزُّورِ قَذْفـي …
عَلى أُهْبَةِ الجَهْرِ حَرْفـي …
سَأخْتَارُ أشْنُقُ نَفْسِي
ولَسْتُ لأجْدَعَ أنْفِي …
ولَسْتُ بـِمُتَّهَمٍ بالمُرُوقِ لأنْفِي … !
ولَسْتُ أخَافُ أُوَاجِهُ فـي الحَقِّ
سَيْفَ الغَريبِ
وسَيْفَ القَريبِ
ولَسْتُ أخَافُ أُوَاجِهُ فـي الحَقِّ حَتْفِي …
أرَى مُهْجَتي نَحْوَ بَيْتٍ حَرَامٍ تَطيرُ كَلَحْنٍ
ولَسْتُ لأُوقِفَ عَزْفـي …
ولَمْ أكُ يَوْمًا ( فُؤادي مَعَ الحَقِّ
لَكِنْ عَلَى الحَقِّ سَيْفِي ) … !
ولَسْتُ أرى بَيْنَكُمْ « ذا الفقَارِ »
ولَيْسَ « يَزيدُ » بـِصَفِّي … !

٭ ٭ ٭

أنَا شَاعِرٌ مَا اعْتَذَرْ …
أُجَاهِدُ قَدْرَ اسْتِطَاعَةِ شِعْري
وأرْضَى بـِحُكْمِ القَدَرْ …
تُصَوَّبُ نَحْوي السِّهَامُ مِنَ الجَبْهَتَيْنِ
كَأنَّ السِّهَامَ مَطَرْ …
أصُدُّ السِّهَامَ مِنَ الجَبْهَتَيْنِ وأكْتُبُ شِعْرَ الظَّفَرْ …
وفـي الفَمِ مَاءٌ …
سَأبْصُقُهُ نَحْوَ كُلِّ الجِهَاتِ
فَيَلعَنُني لاعِنُونَ
ويَغْفِرُ لي مِنْ غَفَرْ … !
أيَا سَادَتي …
بَعْضَ حِلْمٍ …
فَجُلُّ عَمَائِمِكُمْ قَدْ تَبَرّأَ مِنْهَا « عَلِيٌّ »
وجُلُّ عَمَائِمِنَا قَدْ تَبَرّأَ مِنْهَا « عُمَرْ » … !!!
٭ ٭ ٭
ولَو كُنْتُ مُنْتَظِرًا للإمَامِ كَغَيْري
لَمَا صُغْتُ شِعْرَ الهِجَاءِ … !
ولَو كُنْتُ أعْبُدُ رَبِّي بـِبـِرْميلِ نِفْطٍ
لأتْقَنْتُ شِعْرَ المَديحِ مَعَ الأدْعِيَاءِ … !
ولَو كُنْتُ أُسْلِمُ أمْري لأمْرِ وَليٍّ فَقيهٍ
لَجَاهَرْتُ صُبْحًا لَهُ بالوَلاءِ … !
ولَو كُنْتُ بَدَّلْتُ مَا أرْضَعَتْنيهِ أُمِّي
لأعْلَنْتُ جَهْرًا بَرَائي … !
أنَا شَاعِرُ الكُلِّ أُؤمِنُ بالشِّعْرِ رَغْمَ ابتلائي …
تَشَيَّعْتُ للحَقِّ …
لا للمَذاهِبِ فَهْيَ أسَاسُ البَلاءِ …
أنَا شَاعِرٌ للجَميعِ
ولَسْتُ أُشَارِكُ – مِثـْلَ الجَميعِ – بمَعْرَكَةٍ للفَنَاءِ …
تَحَيَّزْتُ للحَقِّ لا الأصْدقَاءِ ولا الأقْربَاءِ …
أُصيبُ وأُخْطِئُ مثـْلَ الجَميعِ
فَلَسْتُ مِنَ الأنْبياءِ … !
أحِنُّ عَلَى البُسَطَاءِ …
وأوغِلُ فـي العُمَلاءِ …
عَنيدٌ أمَامَ العَنيدِ
رَقيقٌ مَعَ الضُّعَفَاءِ …
كَريمٌ مَعَ الكُرَمَاءِ …
صَفيقٌ مَعَ السُّفَهَاءِ …
قَويٌّ أمَامَ الطُّغَاةِ
ضَعيفٌ أمَامَ النِّسَاءِ … !
أشِفُّ إذا مَا تَغَزَّلْتُ يومًا
وأفْحُشُ عِنْدَ الهِجَاءِ …
بيُسْرَايَ كَفْكَفْتُ دَمْعَ الفَقيرِ
ويُمْنَايَ تَطْعَنُ فـي الرُّؤَسَاءِ …
أُحِبُّ أبَا بَكْرِ
لَكِنْ تَوَجَّعْتُ مِنْ حَالِ قومي
فَأجْهَرُ بالوَجَعِ الكَرْبـِلائي … !
وأمنَحُ شِعْري لأرْضِيَ طَاقَةَ وَرْدٍ
( بلا أيِّ سِعْرٍ )
وأعْجَزَ ألفَ رَئيسٍ شِرَائي …
فَيَا مُغْرَمينَ بـِسَفْكِ الدِّمَاءِ بـِحُجَّةِ حَقْنِ الدِّمَاءِ …
ويَا مَنْ تَحُطُّونَ مِنْ قَدْرِ شِعْري
حَذارِ حَذارِ مِنَ الشُّعَرَاءِ …
ويَا مَنْ حَلَمْتُمْ بأنَّكُمُ قَدْ تَمَسُّونَ عِرْضِي …
صِغَارًا أرَاكُمْ حذائي …
لذاكَ …
كَثيرٌ عَلَيْكُمْ حِذائي … !

تَمَّتْ فـي القَاهِرَة
6.30 6/10/2008م
صباحًا

المقال السابق
Article featured image

بيان إلى من يهمه الأمر الخميس 9/10/2008م

المقال التالي
Article featured image

بيان إلى من يهمه الأمر الأحد 19/10/2008م

منشورات ذات صلة
Total
0
Share