قديس العمل الوطنى

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 21-7-2012 م 


دائما أذكر منظر الدكتور عبدالجليل مصطفى فى مشهد معين، دائما أتذكره وهو يبكى كطفل صغير برىء أمام الحضور وأمام حرم الدكتور المسيرى الدكتورة هدى حجازى فى صبيحة يوم 3 يوليو 2008، وذلك فى مستشفى فلسطين بمصر الجديدة، ونحن فى انتظار نعش الراحل العظيم لكى نتوجه لدفنه فى دمنهور. 


كان حزن الجميع فوق الوصف، وفوق الاحتمال، ولكن دموع عبدالجليل مصطفى هزمت تماسك الجميع، وقد كنت من المتماسكين، ولم أبكِ حتى بكى أستاذنا الدكتور عبدالجليل، ولم ينته حزنى على المسيرى إلا بعد أن صالحت نفسى بكتابة قصيدة «قصيدة هذا المساء» فى رثائه. 

اليوم يتعرض هذا الرجل العظيم الدكتور عبدالجليل مصطفى لحملة رخيصة من إحدى الصحف التى تهين المهنية إهانة لا مبرر لها، وتهين مصداقيتها بشكل يبعث على الحيرة والتساؤل، لماذا تفعل جريدة محترمة هذا الفعل الخادش، ولماذا تكذب هذا الكذب الذى يضر الصحيفة حتى من الناحية التجارية! 

إن محاولة تلفيق تهمة تأييد قديس العمل الوطنى الدكتور عبدالجليل مصطفى لمرشح ينتمى للنظام السابق، مجروح فى عدالته بأكوام من المستندات التى تثبت سرقته للمال العام، ولولا رجالات مبارك فى الدولة لقدم للمحاكمة ولحوكم وسجن، ومحاولة إقناع الرأى العام أن عبدالجليل مصطفى من الممكن أن يكون على اتصال بحملة مرشح مسؤول عن إراقة دم الشهداء فى موقعة الجمل، ومحاولة حشر اسم عبدالجليل مصطفى فى قائمة المؤيدين لرئيس الوزراء الذى سمح بإتلاف كل الأدلة التى تدين قتلة الشهداء، والذى هربت فى عهده مليارات الدولارات من أموال المصريين إلى الخارج.. محاولة إقناعنا بذلك تشبه محاولة إقناعنا بأن هذه الجريدة جريدة ثورية، وأنها جريدة لا غرض لها إلا خدمة «الوطن»! 

يا أيها السادة.. ليتكم كنتم معنا ليلة موقعة الجمل لتروا عبدالجليل مصطفى وهو يعنف ضباط الجيش الواقفين فى الميدان لعدم إيقافهم لهذه المجزرة، وهم أمامه مهطعين مقنعى رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء. ليتكم كنتم معنا فى عشرات التظاهرات التى كان يقودها ويشارك فيها هذا الرجل وقد تجاوز السبعين من عمره. ليتكم كنتم معنا وأنتم ترونه يقف فى الصفوف الأولى فى كل المعارك الوطنية.

أيها السادة..الجميع يعرف ذلك، ومن يحاول أن يقنعنا بالعكس، فهو لا شك إنسان مريض، صاحب غرض خبيث. ستظل القامات الوطنية سامقة، وسيظل المصريون يعرفون المصلح من المفسد.
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

خير الأجناد؟ أم جنود فرعون؟

المقال التالي

موائد الرحمن

منشورات ذات صلة
Total
0
Share