قبل إسقاط البراميل على المصريين

المقال منشور بجريدة عربي21 بتاريخ 27-11-2016

يقول الخبر الذي أوردته جريدة السفير اللبنانية: “وحدة مصرية تضم 18 طيارا مصريا، بدأت منذ الثاني عشر من نوفمبر الجاري العمل في مطار حماة العسكري، بينما نفى الكريملين وجود معلومات عن جنود مصريين في سوريا.

وقالت الصحيفة إن هؤلاء الطيارين ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص، دون أن يكون واضحا ما إذا كانوا قد بدأوا العمل في العمليات الجوية أم لا، مشيرة إلى أن انضمامهم واختيارهم من تشكيل الحوامات المصرية يعكس قرارا مصريا سوريا بتسريع دمج القوة المصرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوحدة “تقدمها عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية. 

وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات”، في حين نقلت عن مصادر عربية مطلعة أن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما إلى دمشق قبل شهر.

من جانبه، أكد الكرملين أن روسيا لا تملك أي معلومات عن مشاركة عسكريين مصريين في المعارك بسوريا في صفوف القوات الموالية للحكومة”.

هكذا ورد الخبر بنصه في موقع “عربي21” نقلا عن جريدة السفير.

يأتي ذلك بعد أن أعلن “سيسي” دعمه العلني (من لشبونة) لبشار وجيشه، وليس ذلك بغريب على شخص يتجسد فيه كل ما هو شرير، ويتحالف مع كل ما هو مشين، ويدعم كل ما هو ضد مصالح الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية، إنه صهيوني من قمة رأسه إلى أخمص قدميه بلا مبالغة.

إن حقيقة ما يحدث الآن ليس أكثر من امتداد لتحالفات العسكر مذ عرف الوطن العربي الانقلابات العسكرية منذ عقود.

لقد تحالفت الدولتان المصرية والسورية في وحدة كاذبة عام 1958، فماذا كانت القرارات الوحدوية التي صدرت حينها؟

كانت قرارات سياسية استبدادية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالوحدة العربية، فقرر العساكر حينها إعلان الأحكام العرفية، وحل الأحزاب، وإلغاء الانتخابات، وانتهت الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق في 28 أيلول/ سبتمبر 1961.

لذلك لا بد أن نعرف أن هذه الأنظمة الاستبدادية العسكرية مهيئة بطبيعتها للتعاون ضد مصالح شعوبها، وها هي الطلائع الأولى من الجيش المصري تصل إلى سوريا الحبيبة … ولكن لماذا؟

الحقيقة أن هذه القوات وصلت منذ زمن بعيد – وسيستمر وصول غيرها – من أجل مهمتين، المهمة الأولى : مساعدة نظام بشار الأسد لمنعه من السقوط.

وهذا أمر واضح، فالخبرة المخابراتية العسكرية المصرية، والقنابل المصرية كانت عونا لبشار الأسد منذ شهور طوال، وخاصة بعد الانقلاب العسكري في يوليو 2013. 

المهمة الثانية : نقل تجربة الإبادة الى مصر في اللحظة المناسبة.

هذا المعتوه السيكوباتي الموجود في قصر الاتحادية ماض إلى أسوأ السيناريوهات بلا تردد، وكل من يراقب تسلسل قراراته سيتأكد من ذلك بسهولة.

سترسل القوات المسلحة المصرية سلاحا بعد سلاح، وكتيبة بعد كتيبة، لكي يصبح “سيسي” قادرا على خلق حالة اقتتال أهلي، وقادرا على إبادة أي ثورة تشتعل في مصر.

كل ذلك ليس بغريب … الغريب هو استغراب البعض من ذلك، وتردد مناهضي الانقلاب في التوحد، وانسياقهم خلف أوهام خلافية، أو خلافات وهمية.

قد يفشل “سيسي” في تدخله في سوريا، وقد يكون في ذلك حتفه، وقد يفشل كذلك في إشعال حالة اقتتال أهلي في مصر، ولكن المؤسف أنه يخطط وينفذ بينما نحن – مقاومي النظام – نشاهده ونحن غرقى في خلافاتنا التي فقدت كل معنى بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الانقلاب.

لا حل إلا بتوحيد سائر مقاومي النظام الاستبدادي في كيان جامع، يعرف أعداءه وحلفاءه، ويعرف أولويات العمل الوطني، ويعرف الغايات الثابتة، والوسائل المتغيرة.

هذا الكيان لا بد أن يتواصل مع المصريين في الداخل والخارج، وأن يحشد الطاقات في طريق مقاومة النظام، وأن يدير الخلافات القائمة بينهم، كل ذلك من خلال قيادات شابة، ونخبة جديدة، تفهم الواقع دون إسراف في الخضوع له، وتسعى لتحقيق الأحلام دون إغراق في أوهام.

لقد تأسست الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية المصرية بمجموعة من المصريين من غالبية الاتجاهات، دون تحيز لحزب أو جماعة أو كيان، ودون إقصاء لأي تيار أو اتجاه … لا هدف لهذه الهيئة سوى أن تقوم مصر من تلك العثرة التاريخية، وإنهاء هذه الأيام السوداء قبل أن نرى خطط “سيسي” في إشعال اقتتال أهلي حقيقة ماثلة.

الكرة في ملعبنا نحن … إما أن ندير خلافاتنا ونتحد … وإما أن ننتظر سقوط البراميل المتفجرة فوق رؤوس المواطنين في مدننا المسالمة.

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

المقال السابق
Video featured image

مداخلة هاتفية للشاعر عبد الرحمن يوسف وحوار حول مقال (مرض الهزيمة)

المقال التالي

عن دولة القانون (1)

منشورات ذات صلة
Total
0
Share