فيلم مسىء!

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 16-10-2012 م 

ذهلت حين دخلت فيلم «بعد الموقعة»! فالبطلة ناشطة سياسية من ثوار يناير، بنت ميدان التحرير، مدافعة عن حقوق المرأة، هذه البطلة ليست سوى امرأة شهوانية، تنجرف مع شهوتها الجنسية مع خَيَّال أُمِّى من الذين هجموا على الميدان فى موقعة الجمل. 

جميل أن يتعاطف المرء مع عدوه، ولكن المخرج «وهوشريك فى كتابة السيناريو» أظهر ذلك فى قالب شهوانى سطحى وبذىء، فهذه المرأة لم تتعاطف مع مظلوم، بل انساقت خلف شهوة رخيصة. 

وعلى هذا الأساس كانت رحلة كفاح «البطلة» مع البسطاء، وتبرعاتها لهم، وبرامج توعيتها، ومحاولاتها لكسب أصواتهم الانتخابية… الخ، كل ذلك كان مشوبا بدافع جنسى وهى امرأة متزوجة وعلى ذمة رجل آخر! بطلة الفيلم لا تتعاطف، بل تشتهى، وزوجها رجل ديوث، لا يتخذ أى موقف مع زوجته حين يسمع أنها تتردد على أماكن شبهة.  


يصمم المخرج على إقحام الجنس زورا وبهتانا، أقول زورا وبهتانا لأننى أعرف أن نموذج الناشطة التى يحركها الجنس ليس موجودا فى الواقع أصلا. 

وكذلك نموذج الخَيَّال «المظلوم» ليس حقيقيا، وكل من هجم على الميدان كان يعرف فى أى معسكر يقف، والفيلم ليس أكثر من خَيَالٍ وتلفيق.  


لا يفوتنى أن أهنىء المخرج على كادراته المميزة، والممثلين على أدائهم المتميز، وأن أشكر المصور والمونتير، جميع طاقم العمل من الناحية الفنية كان رائعا، ولكن ذلك لن يمنعنى من أن أصف الرسالة التى وصلتنى من هذا العمل بأنها رسالة سيئة. 


سيقول لى البعض إن المخرج ليس من الفلول، وأنه كان فى ميدان التحرير فى الثورة، حينها سأقول: هذا أسوأ ما فى الموضوع، أن تأتى الطعنة ممن حسبناهم فى عداد الثوار.  


إذا غضب البعض فأرجو أن يجيبوا أولا: لماذا غضبتم ممن تحدث قبل عدة شهور عن شىء سُمِّى «شقة العجوزة»؟ هذا الفيلم أسوأ ألف مرة من «شقة العجوزة»، فهو يظهر شباب الثورة «حشاشين»، ويثبت أن الذين تحدثوا عن «علاقات جنسية، ومخدرات… وإلخ»، لم يكونوا أكثر من أساء للثورة، بل هناك من «الثوار» من يسىء للثورة أكثر من أعدائها. 


من حق المخرج أن يتخيل ما يريد، ومن حق دعاة الليبرالية أن يشيدوا بعبقرية الفيلم كما يشاؤون، ولكن… ليس من حق أحدهم أن يشكو بعد ذلك حين يكتسح التيار الإسلامى الانتخابات، لأن من يصور نفسه بهذا الانحطاط لا يمكن أن ينتخبه المصريون! 


أيها السادة.. إن بناتنا أشرف البنات، والناشطات فى مجال السياسة وحقوق المرأة لسن بهذه الصورة، ولا تصدقوا أى شخص يصورهن بهذه الصورة السيئة لكسب بعض الجوائز فى بعض المهرجانات .

المقال السابق

نكوص (2-2)

المقال التالي

القضاء المستقل «1-2»

منشورات ذات صلة
Total
0
Share