غزلان والكتاب الأخضر!

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 23-1-2013 م  


سأتحدث فى هذه المقالة عن موضوعين، الموضوع الأول: هو تصريح الدكتور محمود غزلان الذى قال فيه إن جماعة الإخوان المسلمين غير ملزمة بنتائج الحوار الوطنى الذى أجرته رئاسة الجمهورية، وهذا إن دل على شىء فإنه يدل على أن جماعة الإخوان لا تتخلق بأخلاق الإسلام، إذ لا يجوز لك أن تعيب على المعارضة لأنها لم تستجب لدعوة الحوار الوطنى برعاية الرئاسة، وأن تتهم هذه المعارضة بأن ولاءها للخارج، وأنها تريد الشر لمصر، وأنها ضد الاستقرار، ويخرج قادة الجماعة فى عشرات البرامج يتهمون المعارضة بتلك التهم لأنها تعرقل الحوار الوطنى، ثم بعد ذلك بأسابيع تقول إنك لست ملزما بنتائج هذا الحوار! الجماعة ملزمة بنتائج الحوار، لأنها تورطت فى مثل هذه التصريحات والاتهامات، ولأن ممثلها السياسى (حزب الحرية والعدالة) كان موجودا فى هذا الحوار. 


قال الرسول عليه الصلاة والسلام فى الحديث الصحيح: «المسلمون عند شروطهم»، وقد حصل الحوار الوطنى بحضور حزب الحرية والعدالة، ولا يجوز شرعاً ألا يلتزموا بنتائجه، ومن يقول غير ذلك يعانى جهلا بالدين، ونقصا فى المروءة. الموضوع الثانى: لابد له من مقدمة تتعلق بالثورة الليبية، فنحن قد تقاعسنا عن نصرة الشعب الليبى حين اندلعت ثورته، وكانت مصر حينها مشغولة مع المجلس العسكرى، تحاول أن تتخلص منه بأقل قدر ممكن من الدماء، وفى أقصر وقت. 


المجلس العسكرى لم يكن يهتم كثيراً بما يجرى حولنا، لذلك لم يعر ليبيا انتباها، وكذلك فعل مع سوريا، ومع اليمن، ومع سائر الدول العربية والإفريقية، وليس ذلك بغريب على مجلس عسكرى كان قادته يشاهدون مصر وهى تفكك وتباع (خردة) دون أن يفتحوا أفواههم، بل ربما استفادوا من هذا الأمر. خلاصة الأمر أن هناك بريداً إلكترونياً جاءنى يبشرنى ويبشر القراء بصدور طبعة جديدة من «الكتاب الأخضر»، وبأن هذه الطبعة ستكون متوفرة فى معرض القاهرة للكتاب! لست ممن يرتاحون لمنع الكتب، ولكن عرض هذا الكتاب فى معرض القاهرة بصفته الكتاب الفذ للشهيد معمر القذافى فى نفس توقيت الذكرى الثانية للثورة الليبية أمر مستفز، وقد يسبب مشكلة مع كثير من زوار المعرض الذين لن يقبلوا بعرض الكتاب بهذه الحفاوة. 


أتمنى أن تكون المعلومة خاطئة، وأتمنى أن تتعامل إدارة معرض الكتاب مع هذا الأمر بالحكمة اللازمة، فنحن فى غنى عن المشاكل، ومعرض الكتاب فى أزمة بسبب أوضاع البلد، ولا بد أن تتضافر الجهود لإنجاحه لا إفشاله.

المقال السابق

جريمة استاد بورسعيد

المقال التالي

هل ماتت سلمية؟

منشورات ذات صلة
Total
0
Share