عملاء يكرهون الجيش المصري

المقال منشور بموقع مصر العربية بتاريخ 23-4-2014 م

كل من يختلف مع القيادات السياسية لمصر خائن لبلده، لأن القيادات السياسية في مصر لها موقع عسكري حالي أو سابق، وبالتالي حين تختلف مع هؤلاء تصبح في نظرهم عدوا للجيش، وبالتالي من السهل اتهامك بالخيانة، وبالعمالة، وبكل ما تشتهي أنفس المخبرين من التهم الكبرى.
 
ولكن هناك مجموعة من العملاء الخونة الذين يكرهون الجيش المصري، ويتم الاحتفاء بهم في الإعلام المصري، وكأنهم وطنيون شرفاء، بل إن بعضهم قد تقلد وظائف هامة داخل القوات المسلحة، سأذكر في هذه المقالة عددا منهم، ليعلم الإعلاميون أنهم يلعبون بالنار، وليعلم الناس أننا لو مددنا الخط إلى آخره لن يبقى وطني في هذا البلد.

الخائن الأول : الشاعر أحمد فؤاد نجم رحمه الله.

هذا الشاعر الذي شمت في جيشنا العظيم حين عاد مهزوما في نكسة يونيو، فقال :

\”الحمدلله خَبَّطْنا تحت باططنا

يا ما احلا رجعة ظباطنا

من خط النارْ …!\”

بل إنه قد بالغ وتجاوز حده حتى وصف جميع ضباط الجيش المصري بأنهم حمير، فقال في نفس القصيدة :

\”الحمدلله واهي ظاطتْ

والبيه حاططْ

في كل حته

مدير ظابطْ

وطبيعي حمار…!\”

وقد تجاوز حدوده ضد الدولة المصرية التي أقامها الجيش فقال :

\”الحمد الله ولا حولا

مصر الدولهْ

غرقانة فى الكدب علاوله

والشعب احتار

وكفايه اسيادنا البعدا

عايشين سعدا

بفضل ناس تملا المعده

وتقول اشعارْ

اشعار تمجد وتماينْ

حتى الخاينْ

وان شا الله يخربها مداينْ

عبد الجبارْ\”

صحيح أن هذا الشاعر قد أيد ثورة الثلاثين من يونيو، ولكن ذلك لا يكفي، ولا ينبغي أبدا أن يتعامل الإعلام المصري معه وكأنه بطل من أبطال جيشنا المغوار، هذا الخائن الذي تجرأ وهجا جيش مصر العظيم !

الخائن الثاني : الشيخ محمد متولي الشعراوي

هذا الرجل الذي يزعم العلم، ويزعم أنه يعرف كتاب الله ويفسره، ورغم ذلك سجد لله شكرا في يوم الخامس من يونيو 1967 حين وصله خبر هزيمة الجيش المصري في ست ساعات أمام جيش إسرائيل، بحجة أن انتصار جيش مصر تحت راية الشيوعية يعتبر هزيمة للأمة المصرية المتدينة، أو أيا كانت حجته !

هذا الرجل الذي تذاع أحاديثه صباح مساء، وصوره معلقة على الميكروباصات والتكاتك، وتحتفي به التلفزيونات والإذاعات الرسمية، وتذاع كلمته عن مصر وعظمة مصر، وكيف أنها علمت الإسلام للدنيا، حتى أنها صدرت علم الإسلام للبلد الذي أنزل فيه الإسلام، هذا الرجل في حقيقته يكره الجيش المصري ويحب الإخوان المسلمين، وقال عنهم : \” شجرة مباركة ما أعظم ظلالها، ورضي الله عن شهيد استنبتها، وغفر الله لمن تعجل ثمرتها\”.

الخائن الثالث : سعد الدين الشاذلي

هذا الرجل الذي تولى منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر، كيف يمنح أعلى أوسمة الجمهورية برغم إفشائه لأسرار عسكرية؟ وبرغم حبسه لأنه أهان الجيش المصري العظيم؟ كيف يتحدث عنه الإعلام اليوم بكل هذا التكريم وهو يشكك في القيادات العسكرية أساسا، حيث أعلى من شأن القيادة المدنية على حساب القيادة العسكرية حين قال بأنه \”ليس هناك خلاف حول حتمية تبعية القيادة العسكرية للقيادة السياسية، حيث إن الحرب هى امتداد للسياسة بوسائل أخرى، وفى الدول الديمقراطية تكون القيادة السياسية منتخبة بواسطة الشعب، وبالتالي فهي تمثل الشعب وتعمل على تحقيق أهدافه فى حين أن القيادة العسكرية غير منتخبة، وبالتالي يجب إخضاعها لإشراف القيادة السياسية\”. (ص 378 من مذكرات الشاذلي تحت عنوان التدخل السياسي في القرارات العسكرية).

بل إنه قد طالب بإلغاء منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووصفه بـ\”المنصب الذي لا نجد له مثيلا إلا في دول العالم الثالث المتخلفة\” (ص 370).

ورأى أن القيادة السياسية في الأنظمة الديكتاتورية والشمولية دائما ما تكون قيادة مغتصبة، والمغتصب يريد دائما الحفاظ عما اغتصبه ضد أي غاصب محتمل آخر، أو ضد أي انتفاضة شعبية محتملة ضد نظامه، وحيث أن القوة العسكرية هي الوسيلة الأمضى لقمع أي انتفاضة شعبية ضد الحكم، وهي في الوقت نفسه تعتبر المرشح الأول لاغتصاب السلطة من مغتصبيها، فإنه من الضروري للحاكم أن يسيطر سيطرة كاملة على القوات المسلحة. (ص 378)  
لقد انتقد تعيين وزير الحربية وإدارته لحرب أكتوبر وزعم أنها تسببت في الثغرة، يقول : \”تعيين احمد اسماعيل وزيرا للحربية وقائدا عاما كان قرارا خاطئا، كان قرارا لا يخدم مصالح مصر بل يخدم مصالح السادات وطموحه فقط.

لقد كان في استطاعتنا أن نحقق خلال حرب أكتوبر73 نتائج أفضل بكثير مما حققناه في هذه الحرب لو أن هناك قائدا عاما أكثر قوة وأقوي شخصية من الفريق احمد اسماعيل، لو تيسر هذا لما كان في استطاعة العدو إحداث ثغرة الدفرسوار.\”

كيف يجرؤ على ذلك؟ إنه يشكك في نصر أكتوبر !!!

الخائن الرابع : محمد عبد الغني الجمسي

هذا الرجل الذي تظاهر بالرغبة في تطوير أداء أبناء الجيش فأسند له جمال عبد الناصر مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري، ورفض عبد الناصر استقالته التي تقدم بها حين أراد أن يتيح للأجيال الشابة فرصة استرداد الأرض المحتلة عقب هزيمة يونيو 1967، تولى الجمسي منصب وزير الحربية، وأصبح القائد العام للقوات المسلحة، لكنه كان في الحقيقة لا يثق في قدرات وإمكانات الجيش، كان يتحدث عن \”الاحتراف العسكري\”، حيث قال في مذكراته : \”كانت الخطوة الرئيسية الثالثة لإعادة البناء هي إبعاد قواتنا المسلحة عن كل عمل مدني سبق تكليفها به، فقد أعيد الضباط الذين يعملون في قطاعات مدنية إلى وظائفهم العسكرية، أو تم نقلهم نهائيا إلى وظائف مدنية، وتم إلغاء وحدات غير مقاتلة كانت مكلفة بأعمال مدنية من اختصاص وزارات أخرى، وبذلك احترفت القوات المسلحة عملها العسكري فقط\”. (ص 142 من مذكرات الجمسي).

صحيح أنه أحد أفضل قادة التكتيك العسكري في العالم، وسمي \”مهندس حرب أكتوبر\”، وحصل على أكثر من 24 وساما ونيشان من مختلف أنحاء العالم، وكانت جنازته مهيبة حضرها كبار رموز الدولة والعسكرية المصرية.

ولكن ذلك لا يعطيه حق أن ينتقد الجيش، خصوصا أنه ينتقد ما يحدث اليوم، فيرى إسناد أعمال الطرق والكفتة وغيرها للجيش عملا يؤثر على جاهزية الجيش!!!

حين خرج المشير الجمسي للحياة المدنية رفض العمل بالسياسة، قائلا: \”إن الرجل العسكري لا يصلح للعمل السياسي، وإن سبب هزيمتنا عام 1967 كان بسبب اشتغال وانشغال رجال الجيش بالألاعيب في ميدان السياسة؛ فلم يجدوا ما يقدمونه في ميدان المعركة.\”

كيف يكرم رجل يشكك في قدرة العسكريين؟ ويشكك في خير أجناد الأرض؟

الخائن الخامس : مصطفى محمود

هذا الرجل العالم المتدين الذي طالما تابعنا حلقات برنامجه في شغف، يبدو أنه لم يكن يبادلنا حبا بحب ويبدو أنه أيضا كان خائنا للجيش دون أن ندري. هذا الرجل وصف ما سيؤول إليه حالنا إن ما عشنا تحت ما أسماه بالحكم البوليسي أو استسلمنا للانقلابات العسكرية بأننا سنعيش كالنسانيس وبأننا سنعيش في تخلف وجهل ولن نتمكن من مواكبة العصر، بينما ستتخلى عننا دول العالم الحديث بعد أن تتمكن من إيجاد مصدر بديل للبترول، فلن نتمتع حتى بالعلم أو بالأخلاق.
ضحكنا كثيرا … قليلا من الجد :

يا معشر الإعلاميين المخبرين …

كل هؤلاء (وغيرهم كثيرون) اختلفوا مع قيادات الجيش المصري (الوطني العظيم)، وانتقدوهم علنا، فإذا كان الاختلاف مع قيادات المؤسسة العسكرية خيانة فينبغي عليكم أن توضحوا حقيقة هؤلاء لعامة الناس، أما إذا كان الخلاف معهم أمرا طبيعيا لا ينال من وطنية المرء فينبغي عليكم أن تخرسوا !
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين …

للتعليق على المقال أو الاستماع إليه 

المقال السابق

عبد الناصر والسيسي

المقال التالي

أسئلة للدكتور ياسر برهامي

منشورات ذات صلة
Total
0
Share