عشرة مصريين لن يخرجوا لاستقبال البرادعي …!

( المقال منشور بجريدة الدستور في العدد الأسبوعي الأربعاء 17/2/2010 م )


  يصل الدكتور محمد البرادعي رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق إلى مصر يوم الجمعة القادم 19 فبراير في تمام الساعة الثالثة عصرا من مبنى الركاب رقم ثلاثة ليجد أمامه مصر بكل تعقيداتها وتركيباتها !


ولا شك في أن الاستقبال الحاشد الذي تنظمه الحملة الشعبية المستقلة لدعم وترشيح البرادعي للرئاسة يعتبر حدثا كبيرا ومختلفا .


فهو كبير لأن المتوقع أن يخرج لهذا الاستقبال عدد ضخم يقدر بالآلاف ، كما أن عشرات من رموز مصر سوف يكونون على رأس هذا الحشد .

وهو حدث مختلف لأن مصر لم تعرف استقبالا بهذا المعنى منذ عشرات السنين !
فالذي اعتاده الناس في هذا الزمن ليس أكثر من الخروج لاستقبال فريق كروي بعد بطولة ما …!

إن الخروج لاستقبال محمد البرادعي ابن مصر البار لا يعني مبايعة سياسية غير مشروطة ، ولا يعني اختياره كمرشح للرئاسة ، ولكنه يحمل من معاني التقدير لإنجازاته الكثير ، ويحمل من معاني التأييد لتوجهاته الإصلاحية ومواقفه الصلبة في رفض الاستبداد الكثير ، بل الكثير جدا …!


أعتقد أنه من الواجب على الجميع الخروح في هذا اليوم ، وإني لأجد من الأسهل أن أعد الفئات التي لا يجب عليها الخروج لاستقباله ، بدلا من أن أعد الفئات التي يجب عليها الخروج لمطار القاهرة …!


من المستحيل أن نطلب من ثمانين مليون مصري الخروج لاستقباله ، لذلك أطلب من بعض المصريين عدم الخروج لهذا الاستقبال ، وهم عشرة أنواع من المصريين :

1 – على كل مصري متأكد بنسبة مائة في المائة من نقاء مياه الشرب في منزله عدم الخروج لهذا الاستقبال ، كذلك كل مصري متأكد من استمرار تدفق نهر النيل إلى مصر رغم ما يحدث من مستجدات في دول المنبع …!


2 – على كل مصري يرى نفسه متأكدا من نظافة ما يأكله من فاكهة وخضروات من المبيدات ومن مياه الصرف الصحي … عليه عدم الخروج …!


3 – كل مصري لا يحمل هم تعليم أبنائه ، سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة .


4 – كل مصري لا تؤذيه السحابة السوداء ، أو منظر القمامة في الشوارع …


5 – كل مصري يحصل على ما يستره من الرزق الحلال (دون تسوُّل أو رشوة أو ذل) لا ينبغي عليه الخروج كذلك …


6 – كذلك لا ينبغي الخروج على المصريين المطمئنين لحصولهم على العلاج المجاني اللازم ، والمعاشات التي تكفل لهم حياة كريمة في شيخوختهم .


7 – من أهم الفئات التي يجب عليها عدم الخروج المصريون الذين استفادوا من قوانين الضرائب (المبيعات والعامة والعقارية) ، وكذلك من استفادوا من برنامج الرئيس الانتخابي .


8 – كل مصري استفاد من رفع أسعار اللحوم ومواد البناء وتعريفة المواصلات والمحروقات، وكذلك كل مصري استفاد من تخفيض أسعار الغاز لإسرئيل وإسبانيا.


9 – كل مصري يستمتع بمستوى خدمات القطارات والعبارات و وسائل المواصلات العامة وجميع المرافق .


10 – أخيرا … كل مصري يرى نفسه متأكدا من بلوغ منتخب مصر إلى كأس العالم بعد القادم (2014) ….!


كل من لا يملك أي صفة أو أي هاجس مما سبق … أدعوه لعدم الخروج لاستقبال محمد البرادعي !
إن من لا يملك أي هاجس من الهواجس السابقة لا ينبغي له أن يفسد يوم عطلته …!


أما من يملك أي هاجس مما ذكرت فإني أرى أنه يجب عليه أن يقاتل من أجل أن يطمئن قلبه …!
من حق كل من يرى أن مصر على شفا موت أو انفجار ، أن يطالب بالتغيير ، خصوصا إذا لم يكن يملك طائرة خاصة جاهزة للإقلاع على مدار الساعة …!


موعدنا … مطار القاهرة ، يوم الجمعة القادم 19 فبراير ، مبنى الركاب رقم ثلاثة ، الساعة الثالثة عصرا … ! 


عبدالرحمن يوسف
[email protected]

المقال السابق

ماذا يريد البرادعي من مصر ...؟

المقال التالي
Article featured image

الشاعر بنقابة الصحفيين وأمسية بعنوان ( كامب ديفيد ومستقبل الصراع العربي الصهيوني ) السبت 27/3/2010 م

منشورات ذات صلة
Total
0
Share