صراع أجيال

( المقال منشور بجريدة اليوم السابع 5-7-2011 ) 


كنت أقول قبل ثورة يناير المجيدة، إن جزءا كبيرا من الأزمة السياسية فى مصر تعتبر فى حقيقتها صراعا بين الأجيال. 

فالمتحكم فى كل الأمور هم مواليد العشرينيات والثلاثينيات، حتى أصبح مواليد الأربعينيات شبابا فى نظر هؤلاء المسيطرين على كل مقاليد الأمور. 

بعد الثورة انتصر جيل الشباب، من مواليد عهد مبارك (أى مواليد ما بعد 1981)، ولكن الأجيال السابقة ما زالت مصرة على منع هذه الأجيال من نيل فرصتها الطبيعية فى المشاركة فى تسيير أمورالمجتمع والدولة. 

الغريب أن هؤلاء العجائز الجاثمين على صدورنا، لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه، بعد أن بلغوا من العمر أرذله، بل وصلوا إلى القيادة، وهم فى مرحلة الشباب أو الكهولة (هل تذكر شخصا يدعى حسنى مبارك؟) ولكنهم مصرون على الاحتفاظ بمقاليد السلطة بعد أن شاخوا، بل بعد أن كاد بعضهم يصل إلى سن الخرف. 


إننى أستغرب كيف يلجأ السيد رئيس الوزراء إلى تعيين مستشارين، قد تجاوزوا السبعين والثمانين، ويتجاهل شبابا من خيرة شباب مصر، وأستغرب كيف يتم تعيين محافظين من كبار السن الذين تلوثوا بالعمل مع النظام السابق، وكيف يتم إخراج بعض السياسيين من أجداث التقاعد، ليعودوا إلى صدارة المشهد السياسى، لكى يديروه بطريقة متخلفة قديمة، ليس فيها من الشفافية أو الروح الثورية شيئ. 

إن هؤلاء العجائز لا يمكن أن يفهموا مطالب الشباب، ولا يمكن أن يكونوا على مستوى تحدى اللحظة، وهم بطبيعتهم (خصوصا فى هذه السن)، لا يملكون جديدا ليقدموه لهذه الأمة، اللهم إلا الخضوع للأوامر والتوجيهات التى تأتيهم من أى جهة كانت، ونحن لا نلومهم على ذلك، بل نلومهم على وقوفهم فى وجه سنة الحياة الطبيعية التى تقتضى تسليم الراية من الأب لابنه، أو لحفيده، أو لابن حفيده! 


إن هؤلاء العجائز كانوا عقبة أمام مصر قبل قيام الثورة، وهم الآن مصممون على أن يظلوا عقبة أمام طريق الثورة، بعد أن قامت، وأنا أقولها بمنتهى الصدق والصراحة لهذا الجيل، إذا كنتم تحبون هذا البلد … ارحلوا!

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

قلق طبيعى

المقال التالي

المحليات بداية الإصلاح (1)

منشورات ذات صلة
Total
0
Share