شَيَّلْنِى واشَيِّلَكْ!

الدولة المصرية الفاسدة كانت تتعامل مع هذه الأمور بمنطق «شَيَّلْنِى واشَيِّلَكْ»، فكانت تترك المواطنين الكرام يقومون بهذه المخالفات، ولا تعاقب أحدا إلا فى أضيق نطاق، ثم تطلب منهم بعد ذلك تأييدا سياسيا فى موسم الانتخابات، مقابل أن تتصالح معهم فى شأن هذه المبانى. بهذه الطريقة فقدت مصر ربع رقعتها الزراعية تقريبا! جريمة متكاملة الأركان، ولكن أحدا لم يكن ليهتم بهذا الأمر، والفلاح معذور، والحل الحقيقى لمقاومة البناء على الأراضى الزراعية أن تتحول الزراعة لعمل مربح للفلاح لكى لا يصبح حلم حياته، أن تدخل أرضه كردون المبانى، وهذه هى الطريقة الوحيدة لكى يحافظ الفلاح على أرضه.

الآن.. تتعامل الدولة المصرية بنفس الطريقة، فها هى عشرات المبانى الأثرية فى بورسعيد يتم إخراجها من قائمة الأعمال التاريخية غير القابلة للهدم، كل ذلك لتحقيق مكسب سياسى، ولتهدئة أمور المحافظة المشتعلة منذ يناير الماضى بسبب الحكم فى قضية مذبحة بورسعيد. يتم الآن محاولة لهدم عمارة تعتبر من أقدم عمارات التراث فى بورسعيد وهى عمارة كلوفيتش الواقعة عند التقاء شارعى الجمهورية و23 يوليو، وهناك محاولة أخرى لهدم أحد المنازل الأثرية بشارع صفية زغلول وقد صدر قرار هدمه من حى الشرق. إن لجوء الدولة لهذه الطريقة دليل على أننا نتعامل مع مجموعة من العجزة، وهؤلاء العجزة قد استسلموا لأساليب الدولة القديمة، وهم على استعداد لارتكاب العديد من الجرائم لكى يثَبِّتوا أنفسهم فى الحكم، وأنا لا أشك أن استمراءهم للجرائم سوف يتدرج من السيىء إلى الأسوأ، إذا لم نواجه هؤلاء الفاشلين العاجزين، قبل أن يتحولوا إلى عاجزين فاسدين. خلاصة الأمر.. سحقا لأى نظام يأتى بعد ثورة عظيمة مثل ثورة يناير، لكى يدير دولة مصر بأسلوب «شَيَّلْنِى واشَيِّلَكْ»! عاشت مصر للمصريين وبالمصريين…

المقال السابق

مبارك الرحيم وحماس الإرهابية!

المقال التالي

قتلناه.. فهل نحييه؟

منشورات ذات صلة
Total
0
Share